{أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} أي: ألم يجعل الله تعالى مكرهم وحيلتهم وسعيهم في تخريب الكعبة، وضلالاً منهم أدى بهم إلى الهلاك فلم يصلوا إلى مرادهم وهدفهم وغايتهم.
{وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} جماعات متفرقة يتبع بعضها بعضًا، وهي طير سود جاءت من قبل البحر فوجًا فوجًا، مع كل طائرة ثلاثة أحجار: حجران في رجليه، وحجر في منقاره، لا يصيب شيئًا إلا هشمه.
{تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} قالوا: هي حجارة من طين طبخت بنار جهنم، مكتوب فيها أسماء القوم، فإذا أصاب أحدهم حجر منها خرج به الجدري وكان الحجر كالحمصة وفوق العدسة.
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَاكُولٍ} أي: جعلهم كزرع أكلته الدواب ووطئته بأقدامها حتى تفتت، والعصف: هو ورق الزرع اليابس الذي يبقى بعد الحصاد.
وهذا القصة تدل على كرامة الله للكعبة، وفيها عجائب وغرائب من قدرة الله على الانتقام من أعدائه بأضعف جنوده وهي الطير التي ليست من عاداتها أن تقتل.