ورغبة في تحصيل هذه الفضائل وغيرها مما يطول المقام عن استقصائها ورغبة في إهداء الناس عامة شيئًا من الكنوز العظيمة واللآلئ والدرر التي يحويها كتاب الله؛ كان هذا التفسير المختصر الميسر لآخر جزء في كتاب الله تعالى وهو جزء عم، وذلك لكثرة قراءته وترداده بين الناس في الصلاة وغيرها، وقد جعلته على نسق واحد، وجمعت فيه بين أقوال المفسرين.
وإنا لنأمل أن نكون جميعًا من خلال هذا التفسير كصاحب المصباح الذي يقصي ظلمة الجهل عن قارئ كلام الله جل وعلا: نقل القرطبي في تفسيره عن إياس بن معاوية أنه قال: «مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلاً وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة، ولا يدرون ما في الكتاب، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب».
اسأل الله جل في علاه، أن ينفعنا بما نقرأ، وأن يجعل أعمالنا صوابًا خالصة لوجهه الكريم إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.