ثم لما ذكر حال الناس في يوم القيامة، ذكر تساؤل الناس عن هذا اليوم العظيم ومتى يكون؟
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}.
{يَسْأَلُونَكَ} يعني يسألك الناس.
{عَنِ السَّاعَةِ} أي: عن القيامة استخفافًا.
{أَيَّانَ مُرْسَاهَا} أي: متى وقوعها ووصولها؟ كرسو السفينة.
{فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} يعني: أنه لا يمكن أن تذكر لهم متى الساعة؛ لأن علمها عند الله.
{إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} منتهى علمها، فلا يعلمها غيره.
{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ} يعني: ليس عندك علم منها ولكنك منذر ومخوف.
{مَنْ يَخْشَاهَا} أي: يخافها، وهم المؤمنون.
{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} {كَأَنَّهُمْ} أي: إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر.
{يَوْمَ يَرَوْنَهَا} أي: يرون القيامة.
{لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}
{لَمْ يَلْبَثُوا} يستقصرون مدة الحياة الدنيا حتى كأنها عندهم عشية.
{إِلَّا عَشِيَّةً} العشية: من الزوال إلى غروب الشمس.
{أَوْ ضُحَاهَا} الضحى من طلوع الشمس إلى زوالها يعني كأنهم لم يلبثوا إلا نصف يوم.
* * *