للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} فالذي قدر على أن يخلق الإنسان من هذا الماء الدافق المهين، قادر على أن يعيده يوم القيامة يوم تختبر السرائر، والسرائر ما يسر في القلوب من العقائد والنيات وغيرها.

{فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ} أي: فما للإنسان من قوة في نفسه يمتنع بها عن عذاب الله، لا ناصر ولا معين ينقذه مما نزل به.

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}.

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} هذا هو القسم الثاني بالسماء.

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} الرجع هو المطر، يسمى رجعًا؛ لأنه يرجع ويتكرر، ومعلوم أن المطر به حياة الأرض.

{وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} الصدع هو الانشقاق يعني التشقق بخروج النبات منه.

{إِنَّهُ} أي القرآن.

{لَقَوْلٌ فَصْلٌ} وصفه الله تعالى بأنه قول فصل، يفصل بين الحق والباطل.

{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} أي جد ليس بالهزل، وهو القول الذي يفصل بين الطوائف والمقالات، وتنفصل به الخصومات.

{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا}.

{إِنَّهُمْ} يعني الكفار المكذبين للرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن هؤلاء المكذبين الذين خلقوا من ماء دافق بلا حول ولا قوة.

<<  <   >  >>