راميت رماء وجاريت جراء فهذا بمنزلة قاتلت قتالا ونازلت نزالا فأما الزنا والشرا فيمدّان ويقصران فمن قصرهما جعلها من زنى يزني وشري يشري ومن مدّهما جعلها فعلا من اثنين كأنّه من شاربت وزاناها
وقال الله عزّ وجلّ {ولا تَقْرَبُواْ الزِّنَى} قرئ بالقصر كأن النهي وقع على كلّ إنسان في خاصته. . وقال الفرزدق:
أبا حاضر من يزن يعرف زناوه ... ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكرا
وأما راميته مراماة فقد قلنا إن المصدر من هذه الأفعال إذا كان في أوله ميم جري مجرى المفعول به وما لم أذكره من مصادر الأفعال ذوات الزوائد فهذا مجراه في المدّ.
ومما يعلم أنه ممدود من المصادر. . ما كان منها صوتا مضموم الأول نحو العواء والدعاء والزقاء ونظيره من غير المعتل الصراخ والنباح والبغام فأما البكاء فيمدّ ويقصر فمن مده ذهب به إلى الصوت ومن قصره جعله كالحزن هذا قول الخليل. . وقال حساّن بن ثابت:
بكت عيني وحقّ لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويلُ
فقصر الأول ومدّ الثاني لما قرنه بالعويل ذهب به إلى الصوت وحكى الفرّاء النداء والنداء قال ونظيره من الصحيح الصياح والصياح بالضم والكسر فيهما جميعا وقالوا الغناء فجاء مكسورا. .