وكذلك إن كان المصدر علاجا لزعزعة البدن وارتفاعه جاء على هذا الوزن نحو النزاء ونظيره من الصحيح القماص وقال سيبويه إن ما ضم أوله من المصادر قل ما يكون منقوصا لأن فعل لا تكاد تراه مصدرا من غير بنات الياء والواو قال أبو العباس بن ولاد وقد قالوا أسرى وهدي وهو عندي اسم جري مجرى المصدر.
ومما يعلم أنه ممدود. . ما كان من هذا الباب واحدا له جمع على أفعلة نحو قباء وأقبية ورشاء وارشية فهذا بمنزلة فراش وأفرشة وحمار وأحمرة وأما قولهم ندى وأندية فهو شاذ وزعم أبو العباس محمد بن يزيد أن حق ندى أن يجمع على أنداء لأن فعل يجمع على أفعال كقولك جبل وأجيال وصنم وأصنام وكذلك ندى جمعه على القياس أنداء كما قال الشماّخ:
إذا سقط الأنداء صينت وأشعرت ... خبيرا ولم تدرج عليها المعاوزُ
فلما قالوا أندية علمنا أن حق أندية أن تكون جمعا لممدود فتقديره أنه جمع على فعال كأنه ندى ونداء كقولهم في جبل جبال وفي جمل جمال ثمّ جمع الجمع على أفعلة فصار نداء وأندية كقولهم فراش وأفرشة. . قال الشاعر:
في ليلة من جمادى ذات أندية ... ما يبصر الكلب من ظلمائها الظّنباَ