أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنهم كانوا يأخذون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قال: فتعلمنا العلم والعمل) (١).
ومن المعلوم أنه لا يحصل البيان والبلاغ المقصود من إرسال الله تعالى له إلا بذلك.
قال تعالى:{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل ٤٤
وقال:{هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ} آل عمران ١٣٨
وقال تعالى:{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} الدخان ٥٨
وقال:{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} فصلت ٣، أي بُيّنت وأزيل عنها الإجمال، فلو كانت آياته مجملة مبهمة لم تكن فُصّلت.
وقال تعالى:{وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} النور ٥٤، وهذا البلاغ يتضمن بلاغ المعنى، وأنه مبين أي: في أعلى درجات البيان والتوضيح.
(١) رواه أحمد (٥/ ٤١٠) وابن أبي شيبة (٦/ ١١٧) وابن سعد في الطبقات (٦/ ١٧٢) والطحاوي في مشكل الآثار (رقم ١٤٥١ - ١٤٥٢) والحاكم في المستدرك (١/ ٥٥٧) وعنه البيهقي في الكبرى (٣/ ١١٩).