للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبار الصفات، ولا يلزم عند تسليمها من غير تأويل إثبات ما يقتضيه الحد والشاهد في معانيها.) (١) اهـ.

وقد ذكرنا رد أبي الحسن الأشعري نفسه على هذه الدعوى آنفاً.

وأما أهل السنة والسلف فلا يتكلمون في نفي الجسم عن الله أو إثباته، ولا في غيره من الألفاظ التي لم ترد في كتاب ولا سنة كالجهة والتحيز ونحوها، وإنما يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه في كتابه وما وصفه رسوله - صلى الله عليه وسلم - لا يتجاوزون القرآن والحديث.

كما قال الإمام أحمد: (ولا يبلغ الواصفون صفته، ولا نتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه بما وصف به نفسه، ولا نتعدى ذلك) (٢) اهـ.

ونقل أبو يوسف عن أبي حنيفة أنه قال: (لا ينبغي لأحد أن ينطق في الله بشيء من ذاته، بليصفه بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئاً، تبارك الله رب العالمين) (٣) اهـ.

وقال البربهاري: (ولا يُتكلم في الرب، إلا بما وصف به نفسه عز وجل في القرآن، وما بيّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه .. ) (٤) اهـ.


(١) طبقات الحنابلة (٢/ ٢١١).
(٢) سبق تخريجه حاشية ٣٢.
(٣) كتاب الاعتقاد لأبي العلاء صاعد بن محمد (ص١٢٣ - ١٢٤).
(٤) شرح السنة (ص٦٩).

<<  <   >  >>