للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى١١، وعلى هذا مضى سلف الأمة، وعلماء السنة، تلقوها جميعاً بالقبول والتسليم، وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل - ثم ساق آثار السلف) (١) اهـ.

وفي باب الرد على الجهمية: ذكر حديث "إنه لفوق سماواته على عرشه، وإنه عليه لهكذا -وأشار وهب بيده- مثل القبة عليه، وأشار أبو الأزهر أيضاً "إنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب" ثم نقل كلام الخطابي وتأويله للحديث والصفة، ثم قال معلقاً: (والواجب فيه وفي أمثاله: الإيمان بما جاء في الحديث، والتسليم، وترك التصرف فيه بالعقل، والله الموفق) (٢) اهـ.

فتأمل إثباته لصفات الله تعالى، وأن الواجب إجراؤها على ظاهرها، مع نفي التشبيه عنها، ومنع التأويل فيها، وتقريره أن إثباتها لله لا يستلزم التشبيه، كإثبات الذات.

وتأمل منعه من الخوض فيها بالعقول تأويلاً، وتحريفاً، بعد أن نقل كلام الخطابي.

وأما قوله: "ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل" فالمراد به علم حقيقة ما هي عليه، وكنهها، وكيفيتها، وإلا لم يكن لقوله


(١) المرجع السابق (١/ ١٦٣ - ١٧١)
(٢) المرجع السابق (١/ ١٧٧).

<<  <   >  >>