للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-وقد مر- ثم قال: فإن قيل: ما تقولون في قوله {أأمنتم من في السماء} الملك١٦؟ قيل له: معنى ذلك أنه فوق السماء على العرش، كما قال {فسيحوا في الأرض} التوبة٢، بمعنى: على الأرض، وقال {لأصلبنكم في جذوع النخل} طه٧١، فكذلك {أأمنتم من في السماء} الملك١٦. فإن قيل: فما تقولون في قوله {وهو الله في السموات وفي الأرض} الأنعام٣؟ قيل له: إن بعض القراء يجعل الوقف في {السموات}، ثم يبتدىء {وفي الأرض يعلم} وكيفما كان فلو أن قائلاً قال: فلان بالشام والعراق ملك، لدل على أن ملكه بالشام والعراق، لا أن ذاته فيهما) إلى أن قال: (وإنما أمرنا الله برفع أيدينا قاصدين إليه برفعها نحو العرش الذي هو مستو عليه) (١) اهـ.

قلت: فانظر إلى حكايته عن المعتزلة القول بأن العرش: الملك، ثم انظر إلى ما قاله عبد القاهر البغدادي في الاستواء: (والصحيح عندنا تأويل العرش في هذه الآية على معنى الملك) (٢) اهـ.

وانظر أيضاً إبطاله لتفسير الملك بالاستيلاء والقهر، وجعل هذا من أقوال الجهمية، ثم انظر إلى ما قال أبو المعالي الجويني:


(١) أورده الذهبي في العلو (ص٢٣١) ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (٢/ ٣٣٥).
(٢) أصول الدين (ص١١٣).

<<  <   >  >>