للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان من أعيان العلماء سخيًا ودودًا حسن العشرة.

ولد بدمشق يوم السبت عاشر جمادى الثانية سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، ونشأ في حجر والده الإمام المقدمة ترجمته (٥٦)، وكان والده لشدته يمنعه هو وشقيقه أحمد الآتية ترجمته أن يخرجا من الدار في صغرهما إلّا مع رجل مسن تقيّ حرصا على تعليمهما وتأديبهما حتى نشأ كما أحب، وكان تضرب المثل بحسن تربيتهما، وقد قرأ المترجم القرآن العظيم وجوده وحفظه على الشيخ مصطفى التلي، ولازم دروس والده فقها وفرائض وحسابا وتفسيرًا وحديثًا وتوحيدًا ونحوًا وصرفا إلى غير ذلك وبه تخرج وانتفع، ثم بعد وفاته لازم شيخ دمشق الشيخ عبد الله الحلبي، فحضر عليه في (الأشموني) و (المغني) لابن هشام، و (الدر المختار) في فقه الحنفية وطرفا من البخاري في درس قبة النسر (٥٧) وكان استجاز له والده من أئمة دمشق الشيخ سعيد الحلبي والشيخ عبد الرحمن الكزبري والشيخ حامد العطار والشيخ عبد الرحمن الطيبي ونزيل دمشق الشيخ محمد التميمي، فأجازوه وروى عنهم حديث الأولية، وقرأ في الفقه أيضًا على تلميذ والده الشيخ مصطفى الكرمي واستجاز من الشيخ أحمد البغال والشيخ قاسم الحلاق، وأخذ الطريقة الشاذلية عن الشيخ محمد الفاسي المكي، ولما ورد إلى دمشق الشيخ محمد أكرم الأفغاني لازمه مدة وحضر عنده في الهيئة والفلك، وكتب له إجازة عامة، وكان لصاحب الترجمة وأخيه العلامة الشيخ أحمد المنتهى في الفقه والفرائض والحساب والهندسة بحيث لا يشق لهما


= الأعلام ٦/ ٣٢٤ الكشاف ٩٣ معجم المطبوعات لسركيس ١١٢٦ معجم المؤلفين ٩/ ٢٠٦ مختصر طبقات الحنابلة ١٦٦ - ١٦٩.
(٥٦) تقدمت ترجمة والده حسن الشطي ص ٣٦٧.
(٥٧) قبة النسر: هي قبة الجامع الأموي، وكانت هناك وظيفة تدريس تحتها.

<<  <   >  >>