للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«لَهَا ثَلاثُ خَرَجَات مِنَ الدَّهرِ، فَتَخرجُ في أَقْصَى البَادِيَة، ولا يَدخُلُ ذِكرُهَا القَريةَ -يعني مكة- ثُم تَكْمُنُ (١) زمانًا طَويلًا، ثُم تَخرجُ خَرْجَةً أُخرَى دُونَ ذَلِك، فَيفْشُوا ذِكرُها فِي أَهلِ البَادِية، ويدخلُ ذِكرُها القَريةَ -يعني مَكَّة- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ثُم بَينما النَّاسُ في أَعظم المَساجِد عَلى الله حُرمة خَيرها وأكرمها المسجد الحرام؛ لَم يَرُعْهُم إِلا وَهي تَرغوا بَين الرُّكن والمَقَام، تَنفُضُ عَن رَأسِها التُّرابَ، فارْفَضَّ النَّاسُ مَعها شَتَّى ومعًا، وثَبَتَ عِصابةٌ مِن المؤمنين، وعرفوا أنهم لن يُعْجِزُوا الله، فَبَدأت بِهم فَجَلَت وجُوهَهُم حتى جَعَلتها كأنها الكَوكبُ الدُّرِّيُّ، وَوَلَّت في الأرض لا يُدرِكُها طَالِبٌ، ولا ينجوا منها هَارِبٌ، حتى أن الرَّجُلَ يَتعَوَّذُ منها بِالصَّلاة فَتأتِيه مِن خَلفِهِ، فتقولُ: يا فُلان، ألا تُصَلِّي الآن؟ فَيُقْبِلُ عَليها، فَتَسِمُهُ في وجْهِهِ، ثم تَنطَلِق، ويشتركُ النَّاسُ في الأموال، ويَصْطَحِبونَ في الأَمصارِ، يُعرَفُ المُؤمنُ مِنَ الكَافِرِ، حتى إنَّ المؤمنَ يَقولُ: يا كافِرُ، اقْضِنِي حَقِّي، وحتى إنَّ الكَافِرَ يقولُ: يا مُؤمنُ، اقْضِنِي حَقِّي».

طَلحةُ بنُ عَمْرٍو المَكِّيُّ: غَيرُ قَوي، ولِحَديثِهِ شَواهِدُ في بَعضِ أَلفَاظِهِ، والله أعلم (٢).

(٩٩) أخبرنا أبو عَلِي الحُسَين بنُ محمد الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا الحُسَينُ ابنُ الحَسَنِ بن أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، أخبرنا أبو يَحْيَى بن أبي مَيْسَرة، حدثنا عُمَرُ


(١) قوله (تكمن)، في «ث» (تمكث)، والمثبت من «ب»، و «ش»، ومسند الطيالسي.
(٢) قال ابن كثير في «البداية والنهاية» (١٩/ ٢٤٩): (هكذا رواه مرفوعًا من هذا الوجه بهذا السياق، وفيه غرابة).

<<  <   >  >>