هو كتاب «البعث والنشور» كما سماه مصنفه - رحمه الله - في كتاب «شعب الإيمان» في عدة مواضع منه، وفي كتاب «الاعتقاد» في موضع واحد، وفي كتاب «حياة الأنبياء بعد وفاتهم» في موضع واحد.
وكذلك ذكره الذهبي في ترجمته من «سير أعلام النبلاء»(١٨/ ١٦٦)، فقال: وكتاب «البعث» مجلد. وفي «تاريخ الإسلام»(١٠/ ٩٥)، وقال:«البعث والنشور».
وذكره السبكي في طبقاته (٤/ ١٠)، في معرض ذكر مصنفات البيهقي، وقال:«وَكلهَا مصنفات نظاف مليحة التَّرْتِيب والتهذيب كَثِيرَة الْفَائِدَة يشْهد من يَرَاهَا من العارفين بِأَنَّهَا لم تتهيأ لأحد من السَّابِقين».
وكذلك الحاج خليفة في «كشف الظنون»(٢/ ١٤٠٢).
وغير هؤلاء من الأئمة الذين سنذكرهم في الباب الآتي.
وقد انتهج البيهقي - رحمه الله - في كتاب «البعث والنشور» نفس المنهج الذي انتهجه في سائر مصنفاته، كعادة المتقدمين في التصنيف، وذلك بإيراد الترجمة ثم الاستدلال عليها من القرآن والسنة المسندة، وقد استوعب البيهقي - رحمه الله - جُل الأبواب التي تتعلق بهذا الموضوع، فبدأ - رحمه الله - بباب الإيمان بذلك اليوم، وبين بالأسانيد الصحيحة أن منكره كافر، ثم استعرض أبواب أشراط الساعة، مستغرقا في ذلك لربع أحاديث الكتاب، ثم شرع في الكلام عن أبواب انقضاء الدنيا والنفخ في الصور، والحشر، والنشر، والقيام بين يدي رب العزة تبارك وتعالى، وذكر طول هذا اليوم، وعرض جملة وفيرة من التفسير المسند لآيات الذكر الحكيم التي تتناول وصف ذلك