للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤٣ - باب قول الله - عز وجل -:

{وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (٣٥)} [البقرة] إلى قوله: ... {إِلَى حِينٍ (٣٦)} [البقرة]، وقوله في سورة الأعراف {وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [الأعراف: ١٩] قرأها إلى قوله { ... كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} [الأعراف: ٢٧]، وقال في سورة طه: {فَقُلْنَا يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (١١٧)} [طه] إلى قوله: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} [طه: ١٢١].

وهَذَا الوَصْفُ لا يَكُونُ لِلجَنَّة الدُّنْيَوِيَّة، وإنَّمَا أُخْرِجَا مِنهَا لأَنهمَا لَم يَدْخُلَاهَا لِلثَّوَابِ والمَثُوبَة، فَدُخُولُهُما، وخَرُوجُهُمَا كَدُخُولِ المَلَائِكَةِ، وخُرُوجِهَا.

(٧٣٩) أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ (١)، أخبرنا الحَسَنُ بنُ يَعْقُوبَ، حدثنا يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، حدثنا عبدُ الوَهَّاب بنُ عَطَاءٍ، أخبرنا سَعِيدُ بنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَةَ، عن الحَسَن، عن عُتَيِّ بنِ ضَمْرَةَ، عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:

«إِنَّ آدَمَ كَانَ رَجُلًا طُوَالًا، كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ، كَثِيرُ شَعْرِ الرَّأْسِ، فَلَمَّا رَكِبَ الْخَطِيئَةَ؛ بَدَتْ لَهُ عَوْرَتُهُ، وَكَانَ لَا يَرَاهَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا فِي الْجَنَّةِ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ شَجَرَةٌ، فَقَالَ لَهَا: أَرْسِلِينِي، قَالَتْ: لَسْتُ بِمُرْسِلَتِكَ، قَالَ: وَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا آدَمُ أَمِنِّي تَفِرُّ؟ قَالَ: يَا رَبِّ إِنِّي اسْتَحْيَيْتُكَ».


(١) «المستدرك» (٣٠٣٨)، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>