للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤٤ - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَىَ الجَنةَ، والنارَ، ورَأى فِي كُلِّ واحِدَةٍ منهُمَا بَعْضَ أَهْلِهَا، ومَا أعِدَّ لِبَعْضِ أَهْلِهَا، والمَعْدُومُ لا يُرَى، وأَخْبَرَ عَنْ مَصِيرِ أَرْوَاحِ أَهْلِهَا إِلَيْهَا قَبْلَ القِيَامَةِ، وغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَلقِهِمَا.

قال اللهُ - عز وجل -: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)} [النجم] يعني: جِبرِيلَ - عليه السلام -، {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (١٦) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (١٧) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (١٨)} [النجم]. وجنة المأوَى: اسْمٌ لِجِنْسِ الجِنَانِ، وسُمِّيَت مَأْوَى؛ لأنها مَأْوَى أَهْلِ الجَنَّةِ.

(٧٤٥) أخبرنا أبو الحُسَيْن ابنِ بِشْرَان العَدْلُ -ببغداد-، أخبرنا أبو جَعْفَر الرَّزَّاز، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حدثنا يُونُسُ بنُ محمد المُؤَدِّب، حدثنا شَيْبَانُ بنُ عبدِ الرَّحْمَن النَّحْوِيُّ، عن قَتَادَةَ، قال: حدثنا أَنَسُ بنُ مَالِك، أَنَّ مَالِكَ بنَ صَعْصَعَةَ، حَدَّثَهم: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ذَكَر حَدِيثَ المِعْرَاجَ، وذَكَر فِيه عُرُوجَهُ إلى السَّمَاء السَّابِعَة، وما رَأَى فِيهَا قال:

«وَرُفِعْتُ إِلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، فَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفيُول، وإِذَا نَبَقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَر، وإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ، نَهْرَانِ ظَاهِرَان، ونَهْرَان بَاطِنَان، فَقلتُ: ما هذا يا جبريل؟ قال: أَمَّا النَّهْرَان الظَّاهِرَان: فَالنِّيلُ، والفُرَات، وأَمَّا البَاطِنَان، فَنَهْرَانِ فِي الجَنَّةِ». وذكر الحديث.

<<  <   >  >>