للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رواه البخاري في الصحيح (١)، عن مُعَلَّى بنِ أَسَد، وأخرجه مسلم (٢)، من وَجْهَينِ آخَرَين، عن وُهَيب.

وقَولُهُ: رَاغِبين، يُحْتَمَل أَن يَكونَ إِشَارَةٌ إِلى الأَبْرِارِ، وقوله: رَاهِبين، إلى المُخَلِّطِين، الذين هُم بَين الخَوفِ والرَّجَاء، والذين تَحْشُرُهم النَّارُ، هُم الكُفَّار، ويُحتمل أن يكونَ هَذا في وَقْتِ الحَشْرِ إلى مَوقِفِ الحِسَاب، والحَديثُ الذي مَضَى في حَشْرِهِم حُفَاةً عُراةً مُشاةً، في وَقْتِ النَّشْرِ مِنَ القُبُورِ قَبل أن يُكْسَوا، ويُحتمل أَن يَكونَ هَذا في وَقْتِ حَشْرِهِم إلى الجَنَّةِ بَعدَ الفَرَاغِ مِنَ الحِسَابِ، والحَديثُ الذي مَضَى، في وَقْتِ حَشرِهِم إلى مَوقِفِ الحِسَابِ، والأَوَّلُ أَوْلَى، والله أعلم.

وقَولُهُ: «وعَشَرة عَلى بَعِيرٍ»، يُحْتَمَلُ أَنْ يكونَ مَعنَاهُ: أَنهم يَعْتَقِبُونَ البَعِيرَ الوَاحِد، يَرْكَبُ بَعْضُهُم، ويَمْشِي البَاقُونَ عَقِبًا، فَيكونُ بَعضُهُم رُكْبَانًا، وبَعْضُهُم مُشَاةً.

كما ورد في الحديث الذي

(٢٧٥) أخبرنا أبو بَكر محمدُ بنُ الحَسَن بن فُورَك، أخبرنا عبدُ الله بنُ جَعْفَر، حدثنا يُونُس بنُ حَبَيبٍ، حدثنا أبو دَاوُدَ (٣)، حدثنا حمادُ بنُ سَلَمة، عن عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عن أَوْس بنِ خَالِد، عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«يُحْشَرُ النَّاسُ يومَ القِيامَة عَلى ثَلاثَةِ أَصْنَافٍ، رُكْبَانًا، ومُشَاةً، وعلى وُجُوهِهِم، فقال رجلٌ: يا رسول الله، أَوَ يَمْشُونَ عَلى وُجُوهِهم؟ قال: الذي أَمْشَاهُم عَلى أَقْدَامِهم، قَادِرٌ أَن يُمْشِيَهُم عَلى وُجُوهِهِم».


(١) صحيح البخاري (٦٥٢٢).
(٢) صحيح مسلم (٢٨٦١).
(٣) «مسند أبي داود الطيالسي» (٢٦٨٩).

<<  <   >  >>