للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلنا: قَد عَرَفْنا هَذَين، فَما بَالُ الذين يَمْشُون ويَسْعَون؟ ٣) قال: يُلْقِي اللهُ - عز وجل - الآفَةَ عَلى الظَّهْرِ حَتَّى لا تَبْقَي ذَاتُ ظَهْرٍ، حَتى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْطِي الحَدِيقَةَ المُعْجِبَة بِالشَّارِفِ ذَاتِ القَتَبِ» (١).

لَفْظُ حَدِيثِ أَبي عَبد الله.

ولَم يَذْكُر الحُرْفِيُّ تِلَاوةَ أَبي ذَرٍّ الآية، ولا قَولَه «حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ» إلى آخره.

وهَذَا يُحْتَمَلُ أَن يَكونَ المُرادُ بِالْفَوجِ الثَّاني، المُسلمِينَ الذين خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وآخَرَ سِيِّئًا، فَيكُونُونَ مُشَاةً، والأَبْرَارُ رُكْبَانًا.

وقَد قِيل: بَعضُ الكُفَّارِ أَغْنَى مِن بَعْضٍ، فَؤُلَائِكَ يُسْحَبُونَ عَلَى وُجُوهِهِم ومَنْ دُونَهُم يُحْشَرُونَ عَلَى أَقْدَامِهِم، فَهُم يَمْشُون ويَسعَون مَع مَن شَاءَ اللهُ مِنَ الفُسَّاقِ وَقْتَ حَشْرِهِم إلى مَوقِفِ الحِسَاب، وأَرَادَ (٢) ظَهْرًا، أَحْيَاهَا اللهُ تَعالى، فَالأَبْرارُ، ومَنْ شَاءَ اللهُ مِنَ المُخْلِصِينَ، يَرْكَبُونَهَا ويَمْضُونَ، ويُلْقِي اللهُ - عز وجل - الآفَةَ عَلَى بَقِيَّتِها، حَتَّى يَبقَى جَمَاعةٌ مِنَ المُخَلِّطِينَ (٣) بِلا ظَهْرٍ، واللهُ أعلم.

(٢٧٨) أخبرنا أبو الحُسَين ابنُ الفَضل القَطَّان -ببغداد-، أخبرنا ... عبدُ اللهِ بن جعفر، حدثنا يعقوبُ بن سُفيان (٤)، حدثنا المَكِّيُّ بنُ إِبراهِيمَ قال:


(١) أخرجه أحمد (٢١٤٥٦)، عن يزيد بن هارون، والنسائي (٢٠٨٦)، من طريق يحيى القطان، كلاهما عن الوليد، به بنحوه.
(٢) في «ث» (زاد)، والمثبت من باقي النسخ.
(٣) في «م»، و «ث»، و «ب» (المخلصين) والمثبت من «ش»، وهو الأوفق.
(٤) «المعرفة والتاريخ» ليعقوب (٢/ ٢٩٦).

<<  <   >  >>