للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)} [المعارج]. قال: «لَوْ قَدَّرتُمُوه، لَكَانَ خَمسينَ أَلف سَنة مِن أَيَّامِكُم، قال: يعني يوم القيامة».

هكذا رَواهُ شَرِيك القَاضِي، ورَواهُ شُعْبَةُ كما

(٣٠٢) أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو العَّباس الأَصَم، حدثنا العباسُ بن محمد الدُّورِيُّ، حدثنا قُرَاد أَبو نُوحٍ عَبدُ الرَّحمَن بنُ غَزْوَان مَولَى خُزَاعَةَ، حدثنا شُعبة، عن سِمَاك، عن عِكْرِمَة في قوله - عز وجل -: {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)} ... [المعارج] قال: «ذلك يوم القيامة» (١).

قال الشَّيخُ: هذا المِقْدَارُ الذي رُوِيَ عن عِكرِمَة لا يُخَالِفُ قَولَ الحَلِيمِي، ويُحتمَلُ أن يكونَ عُرُوج المَلائِكَة يَوم القِيامَة هَكذا يَكُون، وعُرُوجُهم قَبل يَومِ القِيَامَة كَما قال في سُورة السَّجدة، وذلك لِمَا يُشَاهِدونَ يومَ القِيَامَة مِن عَظَمَة اللهِ تَعَالى وشِدَّة غَضَبِه؛ فَتَفْتُر قُوَاهُم، فَيحْتَاجُونَ للعُرُوجِ في مُدَّة أَطْوَل مِمَّا كَانُوا يَحتاجُون إِليها قَبل.

وفي حديث عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهَابٍ قال: كان ابنُ عَبَّاسٍ يقول: «قَدرُ مَا تَعرُجُ المَلائِكَةُ فِي يَومٍ واحِدٍ، كَقَدْرِ خَمسِينَ أَلف سَنَة مِمَّا يَعُدُّ النَّاسُ».

ورُوِيَ عن ابنِ أَبي مُلُيْكَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ أنه قال: «في الآيَتَينِ يَوْمَيْن ذَكَرَهُما اللهُ، هُو أَعلمُ بهما» (٢).

(٣٠٣) وقد أخبرنا أبو زَكَريَّا بنُ أبي إِسحاقَ المُزَكِّي، أخبرنا أبو الحَسَن الطَّرائِفِي، حدثنا عثمانُ بنُ سَعيد، حدثنا عبد الله بن صالح، عن


(١) أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (١٠٧١)، عن عباس الدوري، به.
(٢) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (٨٨٠٣)، من طريق ابن أبي مليكة، أن رجلا سأل ابن عباس، وساق قصة وفيها موضع الشاهد.

<<  <   >  >>