للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفِيمَا ذَكر حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ قال: قال الحَسَنُ: «مَا ظَنُّكَ بِقَومٍ قَامُوا عَلَى أَقدَامِهِم خَمسِينَ أَلفَ سَنَة، لَم يَأكُلوا فيها أَكْلَةً، ولم يَشْرَبُوا فِيها شَربةً، حتى إذا انْقَطَعت أَعنَاقُهُم عَطَشًا واحْتَرَقَت أَجوافُهُم جُوعًا انْصُرِفَ بهم إِلى النَّار؛ فَسُقُوا مِن عَيْنٍ آنِيَةٍ قال: قَد أَنَى حَرُّها، واشْتَدَّ نَضْجُها» (١).

وذَهَبَ الكَلْبِيُّ في تفسير قوله: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)} [المعارج] إلى مَعنىً آخر، -وهو يَروي تَفسيرَه عن أَبي صَالِحٍ، عن ابن عباس- فقال: «يعني لو وَلِيَ مُحَاسَبَةَ العِبَادِ غَيرُ اللهِ، لَم يَفْرَغ مِنْهُ في خَمسِينَ أَلفَ سَنة» (٢).

وبَلغَنِي عَن مَعْمَرِ بنِ رَاشِد، عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عَن مُجَاهِد.

قال مَعْمَرٌ: وبَلَغَنِي أَيضًا عَن عِكْرِمَةَ {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)} [المعارج]. قال: «الدُّنيَا مِن أَوَّلِهَا إلى آخِرِهَا يَومٌ، مِقْدَارُهُ خَمسِينَ أَلْفَ سَنَة، لا يَدْرِي أَحَدُكُم كَم مَضَى، وكَم بَقِي، إِلا اللهُ» (٣).

وهذا فِيمَا رواهُ يُوسفُ بنُ يَعقُوبَ، عن مُحمد بنِ عُبَيد، عن مُحمد بنِ ثَوْر، عَن مَعْمَرٍ.

(٣١٠) أخبرنا أبو سَعيدِ ابنِ أَبِي عَمْرو، حدثنا أبو العَبَّاس -هو الأَصَمُّ- حدثنا محمدُ بنُ الجَهْمِ، حدثنا الفرَّاءُ في قوله: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)} [المعارج] قال: «يَقُولُ: لَو صَعَد غَيرُ المَلائِكَة، لَصَعَدُوا


(١) أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (١٦١٣)، عن إسحاق بن ميمون، قال: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، به.
(٢) ينظر «البداية والنهاية» لابن كثير (١٩/ ٤٠٤).
(٣) أخرجه عبد الرزاق في «التفسير» (٣٣٢١)، عن معمر، به.

<<  <   >  >>