للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنْ لَم يُعْفَ عنه، حتى إذا انتهت عقوبةُ تلك الخطايا، رُدَّ إلى الجَنَّة بِمَا كُتِبَ لَه من الخُلُودِ فيها بِإيمَانِهِ، ولا يُعْطَى خُصَمَاؤُهُ مَا زَادَ مِن أَجْرِ حَسنَاتِهِ عَلَى مَا قَابَل عُقُوبةَ سَيئاتِهِ؛ لأنَّ ذَلك فَضْلٌ مِنَ اللهِ - عز وجل -، يَخُصُّ بِه مَن وَافَى القِيامَةَ مُؤمِنًا، واللهُ أعلم، وقَد ذَكرنا في كِتَابِ الجَامِع (١) مع ما يَتَّصلُ بِه».

(٣٧٦) أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرني أبو بَكر بن عبد الله، أخبرنا الحَسَنُ بن سُفيانَ، حدثنا قُتَيبةُ بنُ سَعِيد، حدثنا إسماعيلُ بنُ جَعْفَر، عن العَلاءِ، عن أَبِيهِ، عن أبي هُرَيرة، أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال:

«لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أَهْلِهَا يَومَ القِيَامَة، حتى يُقَادَ لِلشَّاةِ الجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرْنَاءِ».

رواه مسلم في الصحيح (٢)، عن قتيبة بن سعيد.

(٣٧٧) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (٣)، أخبرني أبو عَبد الله محمدُ بنُ عَلي الصَّنْعَانيُّ -بمكة-، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ عَبَّادٍ، أخبرنا عبدُ الرَّزَّاق، أخبرنا مَعْمَرٌ، عن جَعْفَر الجَزَرِي، عن يَزِيدَ بن الأَصَم، عن أَبي هريرة في قوله - عز وجل -: {أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأنعام: ٣٨] قال: «يُحْشَرُ الخَلْقُ كُلُّهُم يَومَ القِيامَةِ: البَهَائِمُ والدَّوَابُّ والطَّيْرُ، وكُلُّ شَيءٍ، فَيَبلُغ مِن عَدْلِ اللهِ - عز وجل - أَنْ يَأْخُذَ لِلجَمَّاءِ مِنَ القَرْنَاءِ، ثُم يَقُول: كُونِي تُرَابًا، فَذَلِك حِينَ يَقُولُ الكَافِرُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا».


(١) «الجامع لشعب الإيمان» (١/ ١٧٦ ح ٣٣).
(٢) صحيح مسلم (٢٥٨٢).
(٣) «المستدرك» (٣٢٣١)، وقال الحاكم: «جَعفر الجَزَري هذا هو ابن برقان، قد احتج به مسلم وهو صحيح على شرطه ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>