للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للبَوَّابِ: قُل لَه جَابِرٌ عَلى البَاب، فأتاه، فقال: جَابرُ بنُ عَبدِ اللهِ؟ فَأَتاني، فقال لي، فقلتُ: نَعم، فَرجَع فَأَخْبَره، فقامَ يَطَأ ثَوْبَه حتى لَقِيَني، فَاعْتَنَقَنِي واعْتَنَقْتُهُ، فقلتُ: حَديثٌ بَلَغَني عَنك سَمِعتَه مِن رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في القَصَاصِ، لَم أَسْمَعْهُ، فَخَشِيتُ أَن تَمُوتَ، أو أَمُوتُ قَبل أَن أَسْمَعَهُ، فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ:

«يَحشُرُ اللهُ العِبادَ، -أو قال: النَّاسَ- عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا، قَال قُلنا: ما بُهْمًا؟ قال: لَيس مَعهُم شَيءٌ، ثُم يُنادِيهم رَبُّهُم بِصوتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَما يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ، أَنا المَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ، لا يَنبغِي لأَحَدٍ مِن أَهلِ الجَنَّةِ أَن يَدخُلَ الجَنَّةَ ولِأَحَدٍ مِن أَهل النَّارِ عِندَه مَظْلَمَةٌ، ولا يَنبغِي لأحَد مِن أَهلِ النَّار أَنْ يَدخلَ النَّارَ ولأَحدٍ مِن أَهلِ الجَنَّةِ عِندَه مَظلمَة، حتى أَقْضِه مِنْهُ حَتَّى الَّلطْمَة، قُلْنا: كَيف، وإِنَّما نأتي اللهَ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا؟ قال: الحَسَناتُ والسِّيئَاتُ» (١).

(٣٨٥) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظُ (٢)، أخبرنا أبو العَبَّاس محمدُ بن أَحمدَ المَحْبُوبِيُّ -بِمَرْو-، حدثنا سَعيدُ بنُ مَسعُودٍ، حدثنا يَزيدُ بن هَارُون، أخبرنا هَمَّامُ بنُ يَحْيَى، عن القَاسِم بن عبدِ الوَاحِد، عن عَبد الله بن محمد بن عَقِيْلٍ، عن جَابِرِ بنِ عَبدِ الله قال: «بَلَغنِي حديثٌ عَن رَجُلٍ من أَصْحَابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، سَمِعَهُ مِن رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في القَصَاصِ لَمْ أَسْمَعْهُ» فذكر الحديثَ بِنَحْوِه، وزَادَ في آخِرِه قال: «وتَلا رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ} [غافر: ١٧]».


(١) أخرجه أحمد (١٦٠٤٢)، عن يزيد بن هارون، به. وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (٩٧٠)، من طريق همام، به.
(٢) «المستدرك» (٣٦٣٨).

<<  <   >  >>