للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالطَّرْف، ومنهم من يمر كَشَدِّ الرَّجُل، ويَرْمُلُ رَمَلًا، فيمرون على قدر أعمالهم، حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه، تَخِرُّ يَدٌ، وتَعْلَق يَدٌ، وتَخِرُّ رِجلٌ، وتَعْلَق رِجلٌ، وتصيب جوانبه

النار، قال: فَيَخْلُصُونَ، فإذا خَلَصُوا؛ قالوا: الحَمْدُ للهِ الذي نَجَّانا منك بعد الذي أراناك، لقد أعطانا اللهُ ما لم يُعط أحدًا -قال مَسْرُوق: فما بَلَغ ... عبدُ الله هذا المكان من هذا الحديث؛ إلا ضَحِكَ- فقال له رَجُلٌ: يا أبا عبد الرحمن، لَقَد حَدَّثْتَ هَذا الحَدِيثَ مِرارًا، كُلَّما بَلَغْتَ هَذَا المَكَانَ من هذا الحديث ضَحِكتَ، فقال عبدُ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُه مِرَارًا، فما بَلَغ هَذا المَكَانَ مِن هَذا الحَدِيثِ؛ إلا ضَحِكَ حَتَّى تَبدوا لَهَواتِهِ، ويَبْدُوا آخِرُ ضِرْسٍ مِن أَضْراسِه، لِقَولِ الإنسان: أَتَهْزَأُ بِي وأَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ؟ فيقول: لا ولَكِنِّي عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ، فَسلُونِي».

قال أحمد (١): «كذا وجدته في كتابي، وقد رواه غيره فذكر آخرَ مَن يَدخُل الجَنة، وقوله: يا ابن آدم، أَيُرضِيكَ أن أُعْطِيَك الدنيا ومثلها معها؟ فيقول: أتستهزئ بي وأنت رب العالمين، فَضَحِك ابنُ مسعود ثم ذكره».

(٤٠٠) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابنُ أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس محمدُ بن يَعقُوبَ، حدثنا محمد بن إسحاق، أخبرنا مُعَاوِيَةُ ابنُ عَمْرٍو، حدثنا زَائِدَةُ، عن الأَعْمَش، عن المِنْهَال بن عَمْرٍو، عن قَيسِ بن السَّكَن، وأبي عُبَيدَة، عن عَبد الله قال: «إذا حُشِر الناسُ، قاموا أربعين عامًا شاخِصَة أبصارُهم إلى السماء، لا يكلمهم بشر، الشمس على رؤسهم، حتى يُلْجِمَهُم العَرَق، كل بر منهم وفاجر، ثم ينادي منادٍ من السماء: أيها الناس، أليس عدلٌ من ربكم الذي خلقكم وصَوَّركم، ورزقكم، ثُمَّ تَولَّيتم غيره أن


(١) في «ب» (قال الشيخ).

<<  <   >  >>