للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«فَلَعل لِصَاحِبِكُم عِند اللهِ أَفْضَل مِن ملك سُليمان، إن الله - عز وجل - لم يَبعث نَبيًّا إلا أعطاه دَعوةً، فَمنهم من اتَّخَذها دُنيا، فَأُعْطِيها، ومنهم من دَعَا بها على قَومِه إِذْ عَصَوْه، فَأُهْلِكُوا بها، وإن اللهَ أعطاني دَعوةً، فاخْتَبأتُها عِند رَبِّي شَفَاعةً لأمتي يومَ القِيامَة».

(٤٥٨) أخبرنا أبو الحَسَن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهَاشِمِي ... -ببغداد-، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عَبْدَوَيْهِ البَزَّاز، حدثنا إسماعيل بن إسحاقَ، حدثنا هُدْبَةُ بنُ خَالِد، حدثنا حَمَّادُ بن سَلَمة، عن عَلِي بن زَيد، عن أبي نَضْرَة قال: سمعت ابن عباسٍ يخطب على مِنْبر البَصْرَة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«لم يَكُن نبيٌّ إلا لَهُ دَعوة يَتخِذُها في الدنيا، وإني اختبأتُ دعوتي شَفَاعةً لأمتي يوم القيامة، وأنا سَيدُ وَلدِ آدَم ولا فَخْر، وأولُ من تَنشقُّ عنه الأرضُ ولا فَخْر، وبِيدي لِواءُ الحَمْدِ، وآدَمُ ومَن دُونَه تَحت لِوَائِي ولا فَخْر» (١).

قال: وذكر حديث الشفاعة بطوله.

(٤٥٩) أخبرنا أبو الحُسَين ابن الفَضْل القَطَّان، أخبرنا عبد الله بن جَعْفر، حدثنا يعقوب بن سفيان (٢)، حدثنا الوُحَاظِيُّ، حدثنا جَابر بن غَانِم، عن سُلَيم (٣) بن عَامِر، عن مَعدي كَرِب بن عَبدِ كُلَال، عن عَوْف بن مَالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

«أَتانِي جبريل - عليه السلام -، وإِنّ رَبِّي خَيَّرني بين خَصلَتين، أن يُدخِلَ نِصفَ أُمتي الجَنة، وبَين الشفاعة لأمتي، فَاخْتَرتُ الشَّفَاعَةَ».


(١) أخرجه أبو يعلى (٢٣٢٨)، عن هدبة بن خالد، به.
(٢) «المعرفة والتاريخ» (٢/ ٣٣٧).
(٣) في «ث»: (سليمان) والمثبت من «م»، وهو الصواب، وينظر التاريخ الكبير للبخاري (٨/ ٤١: ٤٢).

<<  <   >  >>