للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَنَا عِند رَبِّنا حَتَّى يُرِيحَنا مِن مَكَاننا هذا، فَيقول: لَستُ هُناكُم ويَذْكُرُ خَطِيئَتَه التي أَصاب، فَيستحِي رَبَّه منها، ولَكن ائتوا نُوحًا أَوَّلَ رسول بَعثه الله، قال: فيأتون نُوحًا، فيقول: لَست هناكم، ويَذكر خطيئته التي أصاب، فيستحِي رَبَّه منها، ولكن ائْتُوا إبراهيمَ الذي اتَّخَذه اللهُ خَليلًا، قال: فيأتون إبراهيمَ، فيقول: لست هُنَاكُم، ويذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي رَبَّه منها، ولَكن ائتوا مُوسَى الذي كَلَّمَه اللهُ تكليمًا، وأعطاه التَّورَاةَ، قال: فيأتون موسى، فيقول: لَستُ هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي رَبَّه منها، ولَكن ائتوا عِيسَى، قال: فيأتون عيسى، فيقول: لَستُ هُناكُم، ولكن ائتوا مُحَمَّدًا، عَبدًا غَفَرَ اللهُ له ما تَقدَّم مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّر، قال: فَيأتُوني، فَأسْتَأذِن عَلى رَبِّي، فَيُؤذن لِي، فإذا أنا رَأيته، وقَعتُ سَاجِدًا، فَيدعني ما شاء الله أن يَدَعَنِي، ثم يُقَال لي: ارْفَع مُحَمَّد، وقُل يُسمع، وسَل تُعْطَه، واشْفَع تُشَفَّع، فَأرفَع رَأسِي فَأَحمد رَبِّي بِتَحميِد يُعَلِّمَنِيه، ثم أَشفع، فيحد لي حدًّا، فَأُخْرِجهم مِن النَّار، وأدخلهُم الجَنَّة، ثم أعود فَأَقَع سَاجدًا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال: ارفع مُحَمد، وقُل يُسْمَع، واشْفَع تُشَفَّع، وسَل تُعْطَه، فَأرفَع رَأسِي فَأحمد رَبِّي بِتَحمِيد يُعَلِّمنيه، ثُم اشفع، فيحد لي حَدَّا، فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة، فأقول في الثالثة أو في الرابعة: ما بَقِي في النَّار إلا مَن حَبَسه القُرآنُ».

وكان قَتَادةُ يقولُ عند هذا: أَي وجَبَ عَليه الخُلُودُ.

(٤٧٢) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو النَّضْر الفقيه، حدثنا محمد بنُ نَصْر الإمام (١)، حدثنا أبو كَامِل ح قال: وحدثنا علي بنُ حَمْشَاذ، حدثنا تَمِيمُ بنُ محمد، حدثنا مُحَمَّدُ (٢) بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، كلاهما: عَن أَبي عَوَانَة، بإسناده نحوه.


(١) «تعظيم قدر الصلاة» (٢٦٢).
(٢) قوله (حدثنا محمد) سقط من «ث».

<<  <   >  >>