للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً مُسْتَجَابة، فَتَعجَّلَ كُلُّ نَبيٍّ دَعْوَتَهُ، وإِني اخْتَبأتُ دَعْوَتِي شَفَاعةً لأمَّتِي إلى يَومِ القِيَامَة، فَهِي نَائِلةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- مَن مَات لا يُشرك بالله شَيئًا».

قال كَعْبٌ لأبي هُرَيرة: أَنت سَمعتَ هَذا مِن رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال أبو هريرة: نعم.

رواه مسلم في الصحيح (١)، عن حرملة بن يحيى.

(٥٣٦) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدُّوْرِيُّ، حدثنا يُونُسُ بن محمد المُؤَدِّبُ، حدثنا حَمَّادٌ، عن عَاصِم، عن أَبِي بُرْدَةَ، عن أبي مُوسَى، أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَحْرُسُه أَصحَابُه، فَقُمتُ ذَاتَ لَيلَةٍ فَلم أَرَه في مَنَامِه، فَأخَذَني مَا قَدُمَ ومَا حَدَثَ، فَذَهبتُ أَنظُر، فَإِذَا مُعاذُ بنُ جَبَل قد لَقِي مِثلَ الذِي لَقِيتُ، فَسَمِعْنا صَوْتًا مِثلَ هَزِيزِ (٢) الرَّحَا ومَنْ يُجَرِّرُهُما، فَوقَفْنَا عَلى مَكَانِنَا (٣)، فجاء ... رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِن قِبَل الصَّوت فقال:

«هَل تَدريَان أَين كُنْتُ؟ وفِيم كُنت؟ قالا: أَيْن كُنتَ؟ وفِيم كُنتَ؟ قال: أَتَاني آتٍ مِن رَبِّي يُخَيِّرُني بَين أَن يَدخُلَ شَطر أُمَّتي الجَنَّة، وبَين الشَّفَاعَة، فَاخترتُ الشَّفاعة، قالا: يا رسول الله، فَادع اللهَ أَن يَجْعَلَنا فِي شَفَاعَتِك، فَدعَا لَهُما، ثُم أَقْبَل وأَقْبَلنا مَعه، فكلما لَقِيَه رَجُلٌ سَأَلَه، حَتى اسْتَقبلَه عِظَمُ النَّاسِ


(١) صحيح مسلم (١٩٨).
(٢) في «ب» (هزمة)، وكتب في الحاشية: (هزمة الرعد أي صوته).
(٣) في «م»، «ث» (فوقفا على مكانهما)، .

<<  <   >  >>