للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها، تَسألني غَيرَها، فَيُعَاهِده أن لا يَفْعَل، وَرَبُّه يَعلَم أنه سيفعل، وَرَبُّه يَعِذُرُه؛ لأنه يَرَى مَا لا صَبرَ لَه عَلَيه، فَيُدْنِيهِ منها، فَيَسمع أَصْوَات

أَهلِ الجَنَّة، فيقول: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْنِيهَا، فيقول: يا ابن آدم ما يَصْرِينِي (١) مِنْك، أترضى أن أعطيك الدُّنيا ومِثْلَها مَعَها؟ فيقول: أي رَبِّ، أَتَسْتَهزِئُ بِي وَأنت رَبُّ العَالَمِين؟ فَضَحِكَ ابنُ مَسْعُود فقال: أَلا تَسْأَلُوني مِمَّ ضَحِكْتُ؟ قالوا: ومِمَّ ضَحِكْتَ؟ قال: هَكَذا فَعَل رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وضَحِكَ، فقال: ألا تَسْأَلونِي مِمَّ ضَحِكْتُ؟ فقالوا: مِمَّ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ الله؟ قال: مِن ضَحِكِ رَبِّ العَالَمِين حِينَ قال: أَتَسْتَهْزِئُ بِي وأَنتَ رَبُّ العَالَمِين؟ فيقول: إني لا أَسْتَهزِئُ بِك، وَلَكِنِّي عَلى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ».

(٦٦٠) أخبرنا أبو محمد جَنَاحُ بنُ نَذِير بنِ جَنَاح القَاضِي -بالكوفة-، أخبرنا أبو جعفر بن دُحَيم، حدثنا أحمدُ بن حَازِم، حدثنا عبدُ الله بنُ محمد، حدثنا عَفَّانُ بنُ مُسْلِم، حدثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمَة، فذكره بإسناده، ومعناه.

رواه مسلم في الصحيح (٢)، عن عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة أبي بكر.

(٦٦١) (٣) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحَسَنُ بنُ عَلي بن عَفَّان العَامِرِيُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ نُمَيْر، عن الأَعْمَش ح ٣) وأخبرنا أبو عبد الله الحَافِظُ، حدثنا أبو عبد الله الشَّيْبَانِي، حدثنا يَحْيَى بنُ محمد بنِ يَحْيَى، حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَير، حدثنا أَبِي، حَدَّثنا الأَعْمَشُ، عن المَعْرُورِ بنِ سُوَيْد، عن أَبِي ذَرٍّ، قال: قال رسول الله


(١) في «ب» (يضرني)، وفي «ش» (يسرني)، والمثبت من «م»، و «ث»، و «ع»، ومعناه: يقطع. يعني يقطع مسألتك.
(٢) صحيح مسلم (١٨٧).
(٣) (-٣) ما بينهما سقط من «م».

<<  <   >  >>