للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٧٤٧) أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو بكر يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، أخبرنا عبدُ الوَهَّاب بنُ عَطَاء، أخبرنا أبو محمد رَاشِد الحِمَّانِيُّ، عن أبي هَارُونَ العَبْدِيِّ، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في حَدِيثِ الإِسْرَاءِ قَال:

«ثُمَّ رُفِعْتُ إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، فَإِذَا كُلُّ وَرَقَةٍ فيها تَكَادُ أَن تُغَطِّي هِذِه الأُمَّة، وإذا فيها عَيْنٌ تَجْرِي، يُقَالُ لَهَا: سَلْسَبِيل، فَيَنْشَقُّ مِنهَا نَهْرَان، أَحَدُهُما الكَوْثَر، والآخَرُ يُقَالُ لَه: الرَّحْمَة، فَاغْتَسَلْتُ فِيه، فَغُفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِي، ومَا تَأَخَّر، ثُمَّ إِنِّي دُفِعْتُ إلى الجَنَّة، فَاسْتَقْبَلَتْنِي جَارِيَةٌ، فَقلتُ: لِمَن أَنْتِ يا جَارِيَة؟ قالت: لِزَيْد بنِ حَارِثَة، وإذا أنا بِأَنْهَارٍ مِن مَاءٍ غَيْر آسِنٍ، وأَنْهَارٍ مِن لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّر طَعْمُهُ، وأَنْهَارٍ مِنْ خَمْرٍ لَذَّة للشَّارِبين، وأَنْهَارٍ مِن عَسَلٍ مُصَفَّى، وإِذَا رُمَّانُها كَأَنَّها الدِّلَاء عِظَمًا، وإذا أنا بِطَيْرِهَا كَأَنَّها بُخْتِيُّكُم هذه، فَقَال عِندَها - صلى الله عليه وسلم -: إن اللهَ قَد أَعَدَّ لِعِبَادِه الصَّالِحِين مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْه، ولا أُذُنٌ سَمِعَته، ولا خَطَر عَلَى قَلْبِ بَشَر، قال: ثُم عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَإذا فِيهَا غَضَبُ اللهِ وزَجْرُهُ، ونِقْمَتُهُ، لَو طُرِحَ فيها الحِجَارَةُ، والحَدِيدُ لَأكَلَتْهَا، ثُم أُغْلِقَت دُونِي» (١).

وذكر الحديث.

(٧٤٨) حدثنا أبو الحَسَن محمدُ بن الحُسَين بن دَاودَ العَلَوِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ جَمِيل الأَزْدِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ الجَهْم السِّمَّرِيُّ، حدثنا عبدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ الخَفَّافُ، حدثنا سَعِيدُ بنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَةَ، عَن أَنَس، عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:


(١) أخرجه عبد الرزاق في «التفسير» (١٥٢٧)، عن معمر، عن أبي هارون العبدي، به، وذكره بطوله.

<<  <   >  >>