كتاب البعث والنشور للبيهقي ت الشوامي

٤٤ - باب ما يستدل به على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى الجنة، والنار، ورأى في كل واحدة منهما بعض أهلها، وما أعد لبعض أهلها، والمعدوم لا يرى، وأخبر عن مصير أرواح أهلها إليها قبل القيامة، وغير ذلك مما يستدل به على خلقهما. - ص: 525

أبي إسحاقَ الفَزَارِيِّ، عن زَائِدَةَ، عن مَيْسَرَةَ الأَشْجَعِيِّ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس، عن كَعْبٍ، قال: «جَنَّةُ المَأْوَى فِيها طَيْرٌ خُضْر تَرْتَقِي مِنها أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ، تَسْرَح في الجَنَّة، وأرواحُ آلِ فِرْعَونَ -أُرَاه قال-: في طَيْرٍ سُود تَغْدُوا على النَّارِ، وتَرُوحُ، وأَنَّ أطفالَ المسلمين في عَصَافِير في الجَنَّة» (١).

(٧٧١) أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيه، أخبرنا أبو بَكر القَطَّان، حدثنا أحمد بن يوسف، حدثنا محمدُ بن يُوسُف، قال: ذكر سُفْيَانُ، عن ثَوْر، عن خَالِد بن مَعْدَانَ، عن عبد الله بن عمرو، قال: «الجَنَّةُ مَطْوِيَّة في قُرُون الشَّمْسِ، تُنْشَر في كُلِّ عَام مَرَّتِين، وأرواحُ المؤمنين في طَيْر كالزَّرَازِير تَأْكُل مِن ثَمَر الجَنَّةِ» (٢).

(٧٧٢) أخبرنا أبو الحُسَين بن الفَضْل القَطَّان، أخبرنا عبد الله بن جَعْفَر ابن دَرَسْتُوَيْهِ، حدثنا يَعْقوبُ بنُ سُفْيَان، حدثنا أبو صَالِح، حدثني الليثُ، حدثني يَحيى بن سَعِيد، عن سَعِيد بن المُسَيِّب، أنه قال: «إِنَّ سَلْمَانَ الفَارِسِيَّ وعبدَ اللهِ بنَ سَلَام الْتَقَيَا فقال أَحَدُهُما لِصَاحِبِه: إِنْ لَقِيتَ رَبَّكَ قَبْلِي، فَأَخْبرِنِي مَاذا لَقِيتَ مِنْهُ، فقال أَحَدُهُما لِصَاحِبه: أَوَ يَلْقَى الأحياءُ الأَمْواتَ؟ قال: نَعَم، أَمَّا المُؤمنون، فَإِنَّ أرواحَهُم في الجنة، وهي تذهبُ حيثُ شَاءَتْ، قال: فَتُوفِّيَ أَحَدُهما قَبْلَ صَاحِبِه، فَلَقِيَه في المَنَامِ فَكَأنَّه سَأَلَه، فقال المَيِّتُ: تَوَكَّل وأَبْشِر، فَلَم أَرَ مِثْلَ التَّوَكُّلِ قَطُّ» (٣).

---

(١) أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (٥/ ٣٨١)، من طريق أبي إسحاق الفزاري، به دون ذكر أرواح آل فرعون. وأخرجه ابن المبارك في «الجهاد» (٦١)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (١٩٤٢٥)، من طريق زائدة، به دون ذكر آل فرعون أيضا.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٣٣٩٧٨)، والطبراني في «المعجم الكبير» (١٣/ ٣٤٩)، وغيرهما من طريق ثور -هو ابن يزيد-، به.
(٣) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (٤٢٨)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (٣٤٦٥٧) من طريق يحيى بن سعيد، به.