للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: ٧] قال: «كَانَ عَرشُ اللهِ عَلَى المَاءِ، ثُمَّ اتَّخَذَ لِنَفْسِه جَنَّة، ثُم اتَّخَذ دُونها أُخْرَى، ثُم أَطْبَقَها بِلُؤْلُؤَةٍ واحِدَة، وقال - عز وجل -: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢)} [الرحمن] قال: وهي التِي لا يَعْلَم الخَلائِقُ ما فِيها، وهي التي قال اللهُ -تَعَالَى-: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)} [السجدة] يَأتيهم مِنها كُلَّ يَومٍ تَحِيَّة» (١).

(٧٨٦) أخبرنا أبو بَكر أَحمدُ بنُ الحَسَن القَاضِي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا يحيى بنُ أَبي طَالِب، حدثنا عَلِيُّ بنُ عَاصِم، حدثنا عَطاءُ بنُ السَّائِب، عن سَعِيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس، قال: «{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦)} فَذَكَر فَضْلَ مَا بَيْنَهُما، ثُمَّ ذَكَرَ {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢)} [الرحمن] {مُدْهَامَّتَانِ (٦٤)} [الرحمن] قال: خَضْرَاوَتان (٢)، {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٦)} [الرحمن]، وفي تلك {تَجْرِيَانِ (٥٠) وفيهما: {فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) وفي تلك: {مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (٥٢) وفيهما: {خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (٧٠) وفي تلك: {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٥٦)} يعني فيهما: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (٧٦) وفي تلك: ... {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} قال: الديباج، والعبقري: الزَّرَابِي» (٣).


(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» (١٩٨)، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في «العرش» (٦)، والطبري في «التفسير» (١٢/ ٣٣٣)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (٧/ ١٧٣)، وأبو الشيخ في كتاب «العظمة» (٢/ ٥٩٦)، وغيرهم، من طريق إسحاق ابن سليمان، به.
لكن جعلوه من رواية عمرو بن أبي قيس، عن ابن أبي ليلى - محمد بن عبد الرحمن-، عن المنهال بن عمرو.
(٢) في «ث»، و «ب»، و «ع» (خضراوان)، والمثبت من «م»، و «ش».
(٣) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٧/ ٧٢٣)، وعزاه لابن مردويه.

<<  <   >  >>