للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«ذُكِرَ لنا أنه أُمِيتَ ضَحْوةً، وبُعِثَ حينَ سَقَطت الشَّمْسُ قَبْلَ أن تَغرُب، {قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا} [البقرة: ٢٥٩].لقد ذُكِر لي أولُ شيءٍ ما خُلِقَ منه، عَيْنَاهُ فجعل يَنظر إلى عَظْمٍ عَظمٍ، كيف يَرجعُ إلى مكانه، {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٥٩)} [البقرة: ٢٥٩]».

(١٠) أخبرنا أبو نَصْرِ ابنُ قَتادةَ، أخبرنا أبو منصور العَباسُ بن الفَضل، حدثنا أحمدُ بن نَجْدَةَ، حدثنا سَعيدُ بن منصور (١)، حدثنا عبدُ الرحمن بن زِياد، عن شُعبةَ، عن أبي جَمْرَةَ، قال: سمعتُ ابنَ عَباسٍ يقولُ في قوله: {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} [البقرة: ٢٦٠] قال: «قَطِّع أجنحَتَها أربعًا، رُبْعًا ها هُنا، ورُبْعًا ها هنا، ورُبعًا ها هنا، ورُبعًا ها هنا، ثم ادْعُهُن يأتِينَك سَعيًا، قال: هذا مَثَلٌ، كذلك يُحِيي اللهُ المَوتَى مِثْل هذا».

(١١) أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، وأبو سعيد ابنُ أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس محمدُ بنُ يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، عن عَوْفٍ، عن الحَسَنِ في قوله: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} [البقرة: ٢٦٠] قال: «إن كان إبراهيمُ لَمُوقِنًا بأنَّ اللهَ يُحيي الموتى، ولكن لا يكون الخَبَر عند ابن (٢) آدم كَالعَيَان، وأَنَّ الله - عز وجل - أَمَرَهُ أن يَأخُذَ أَربَعةً من الطير فَيَذْبَحهُن ويَنْتِفْهُن، ثم قطعهن أعضاءً أعضاءً، ثُم خلط بينهن جميعًا، ثم جَزَّأَها أربعة أجزاء، ثم جَعَل على كل جَبل منهن جزءًا، ثم تَنَحَّى عنهن، قال:


(١) سعيد بن منصور في «التفسير- من سننه-» (٤٤٣).
(٢) قوله: (ابن)، في «ب» (بني)، والمثبت من «ث»، و «ش».

<<  <   >  >>