للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (٢٠)} [الإنسان]، قال: «كَبِيرًا عَظِيمًا، وقال: اسْتِئذَانُ المَلائِكَةِ عَلَيْهِم، وقال بَعْضُهُم: الخَدَمُ، ولا يَدْخُلُ المَلائِكَةُ عَلَيهِم إلا بِإِذْنٍ» (١).

(٩٨١) أخبرنا الأستاذُ أبو سَعْدٍ عبدُ المَلِكِ بنُ أَبي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، أخبرنا أبو عُثمانَ بنُ أحمدَ بنِ رَجَاءٍ، حدثنا أبو الحَسَن محمدُ بنُ الفَيْضِ الدِّمَشْقِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، قال: سمعتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يقول: في قولِ اللهِ - عز وجل -: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (٢٠)} [الإنسان]، قال: «فَالْمُلْكُ الكَبِير أَنَّ رَسُولَ رَبِّ العِزَّةِ يَأْتِيه بالتُّحْفَة، واللُّطَفِ، فَلا يَصِلُ إِلَيْه حتى يُسْتَأْذَنَ لَهُ عليه، فيقول للحَاجِب: اسْتَأْذِن عَلَى وَلِيِّ اللهِ، فَإِنِّي لَسْتُ أَصِلُ إِلَيْه، فَيُعْلمُ ذَلك الحَاجِبُ حَاجِبًا آخَرَ وحاجب بَعد حَاجِبٍ، فَيَأْذَن لَهُ، ومِنْ دَارِه إلى دَارِ السَّلَامِ بَابٌ يَدْخُلُ منه عَلَى رَبِّه إِذَا شَاءَ بِلَا إِذْن، فَالمُلْكُ الكَبير أَنَّ رَسولَ رَبِّ العِزَّةِ لا يَدْخُلُ عَلَيْه إلا بِإِذْنٍ، وهو يَدخُلُ عَلى رَبِّه بِلَا إِذْنٍ» (٢).

* * * * *


(١) أخرجه أبو نعيم في «صفة الجنة» (٩٣)، من طريق عبد الله بن محمد بن زكريا، به.
(٢) أخرجه أبو نعيم في «صفة الجنة» (١٠٥)، من طريق أحمد بن أبي الحواري، به. إلا أنه جعله من رواية ابن أبي الحواري عن أبيه بدل أبي سليمان، وأظن أن ذلك خطأ، وقد ذكره ابن كثير في «البداية والنهاية» (٢٠/ ١٠٩)، قال: وقال أحمد بن أبي الحواري، عن أبي سليمان الداراني، فذكره.

<<  <   >  >>