للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«بَيْنَمَا أَهْلُ الجَنَّةِ في مَجْلِسٍ لَهُم إِذْ سَطَعَ لَهُم نُورٌ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَرَفَعُوا رُؤُسَهُم، فَإِذَا الرُّب -تَعَالَى- قَد أَشْرَفَ، فَقَال: يَا أَهْلَ الجَنَّة، سَلُوني، قالوا: نَسْأَلُك الرِّضَى عَنَّا، قال: رِضَاي أَحَلَّكُم دَارِي، وأَنَالَكُم كَرَامَتِي هَذَا أَوَانُها، فَسَلُونِي، قالوا: نَسْأَلُك الزِّيَادَة، قال: فَيُؤْتَوْنَ بِنَجَائِب مِن يَاقُوتٍ أَحْمَر أَزِمَّتُها زُمُرُّد أَخْضَر، ويَاقُوت أَحْمَر، فَجَاءُوا عَلَيْهَا تَضَعُ حَوافِرَها عندَ مُنْتَهَى طَرْفِهَا، فَيَأمُرُ اللهُ - عز وجل - بِأَشْجَار عَلَيها الثِّمَار، فَتَجِيءُ جَوَارٍ مِن الحُورِ العِين وهُنَّ يَقُلْنَ: نَحنُ النَّاعِمَات فَلا نَبْؤُسُ، ونَحْنُ الخَالِدَات فلا نَمُوتُ، أَزْوَاج قَوْمِ مؤمنين كِرَام، ويَأْمُر اللهُ - عز وجل - بِكُثْبَانَ مِن مِسْكٍ أَبْيضَ أَذْفَر، فَيُنْثَر عَلَيْهِم رِيحًا يُقَال لها: المُثِيرَة، حتى تَنْتَهِي بِهم إلى جَنَّة عَدْن، وهي قَصَبَةُ الجَنَّة، فتقول الملائكة: يا رَبَّنَا، قد جاء القوم، فيقول: مَرْحَبًا بالصَّادِقِين، مَرحبًا بِالطَّائِعِينَ، قال: فَيُكْشَفُ لَهُم الحِجَابُ، فَيَنْظُرونَ إلَى اللهِ - عز وجل -، فَيَتَمَتَّعُون بِنُورِ الرَّحْمَنِ، حتى لا يُبْصِرَ بَعْضُهُم بَعْضًا، ثُمَّ يَقُولُ: أَرْجِعُوهُم إلى القُصُورِ بالتُّحَفِ، قال: فَيَرجِعُونَ وقَد أَبْصَر بَعْضُهم بَعْضًا، فقال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ - عز وجل -: {نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢)} [فصلت]» (١).

وقد مضى في هذا الكتاب، وفي كتاب «الرؤية» ما يؤكد ما روي في هذا الحديث، والله أعلم.

* * * * *


(١) أخرجه ابن ماجه (١٨٤)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٦/ ٢٠٨)، من طريق أبي عاصم العباداني، به. ورواية ابن ماجه مختصرة، وضعفه البوصيري في الزوائد. وهو كذلك لضعف أبي عاصم العباداني، وشيخه الفضل بن عيسى، قال الحافظ: منكر الحديث.

<<  <   >  >>