للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«لَتَنزلَنَّ طَائِفةٌ مِن أُمتي أرضاً يُقَالُ لها البَصرة، ويَكْثُرُ بها عَددُهم ونَخلُهُم (١)، يجيء بَنو قَنْطُورَاء عِراضُ الوُجُوهِ، صِغَارُ العُيونِ، حتَّى نَزلوا على جِسْرٍ لهم يُقال لها دِجْلة، فَيَتفَرَّقُ المُسلمون ثَلاثَ فِرَقٍ، أمَّا فِرقةٌ فتأخذُ بِأَذنابِ الإِبِل فتلحق بِالبَادِية (٢) فَهَلَكَت، وأما فِرقَةٌ، فَتَأخذُ على أَنْفُسِها فَكَفَرت، فهذه وتلك سواء، وأمَّا فرقة، فَيجعلون عِيالَاتِهِم خَلْفَ ظُهُورِهِم ويُقَاتِلون، فَقَتْلاهُم شَهِيدٌ (٣) ويَفتحُ اللهُ - عز وجل - على بَقِيَتِهِم».

قَرَأتُ في كِتابِ أبي سُلَيمان الخَطَّابِي - رحمه الله - (٤) في تفسير هذا الحديث: بنو قَنْطورَاء، هم التُّرك، فقال: إنَّ قنطوراء، اسمُ جَاريةٍ كانت لإبراهيم - عليه السلام -، ولَدَتْ أولادًا جَاء مِن نَسْلِهِم التُّركُ.

كذا وجَدتُّه، إبراهيم - عليه السلام -، وكذلك هو في المُبْتَدَأ.

(٤٥) أخبرنا أبو الحَسَن عَليُّ بن أحمد بن عَبْدَان، أخبرنا أَحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا تَمْتَام، حدثنا منصور بن صُقَيْر المِصِّيصِي، حدثنا عُبَيد الله بن عمرو، عن زَيد بن أبي أُنَيْسَةَ، عن حَبِيبِ بن أَبي ثَابِت، حدثني عَامِرُ بنُ واثِلَةَ، سَمِعتُ حُذَيْفَةَ بْنَ أَسِيدٍ الغِفَارِيَّ يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

«يُوشِكُ خَيْلُ التُّركِ تَجيءُ مُخَذَّمَة (٥) الآذان أن تُرْبَطَ بَسَعْفِ النَّخْلِ» (٦).


(١) في «ش» (خيلهم).
(٢) في «ث» (الباديات).
(٣) في «ش»، و «ب» (شهداء)، والمثبت من «ث»، ونسخة على «ب»، والمصادر.
(٤) «من معالم السنن» للخطابي (٤/ ٣٤٦).
(٥) في «ب» (مخرمة) بالراء المهملة، والمثبت من «ث»، «ش»، قال الأزهري في تهذيب اللغة: «والْخُذُم: الآذانُ المقَطَّعة».
(٦) أخرجه عبد الباقي بن قانع في «معجم الصحابة» (١/ ١٩٢)، عن محمد بن غالب تمتام، به.

<<  <   >  >>