للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جبريل المحب للخير دائماً، ودونت شهادته في هذه المسألة الحساسة في القرآن، وحظر الشك.

وعرف محمد في آخر الأمر، ما ينجم عن زيادة عدد الزوجات من المفاسد والشرور، وحرم محمد على المسلم أن يجمع أكثر من أربع زوجات، ولم يكن محمد هو الذي أباح تعدد الزوجات بين العرب، فتعدد الزوجات مما عرفته أمم آسية على اختلاف مللها ونحلها قبل النبي، ولا يزال تعدد الزوجات شائعاً بين هذه الأمم.

وكان محمد قليل المسامحة نحو النساء مع ميله الشديد إليهن، ومع أن محمداً لم يبلغ في شدته درجة رجال التوراة وصفهن في القرآن بأنهن ينشأن في الحلية ويخاصمن من غير سبب، وقال: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن»، وروى أبو الفداء أن محمداً ذكر أنه كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء سوى أربع: امرأة فرعون: آسية، وأم عيسى: مريم، وزوجة النبي: خديجة، وبنت النبي: فاطمة.

وأولاد محمد هم من زوجته الأولى خديجة التي هي ثالثة نساء العالم الأربع الكاملات، وثلاثة ذكور من أولاده السبعة ماتوا صغاراً، ولم يبق له سوى أربع بنات تعد أشهرهن فاطمة.

ومات محمد عن تسع أيامي، وحرم عليهن الزواج بعد وفاته احتراماً لحظره مهما كان عزاؤهن.

ولم يقل محمد إنه يأتي بالخوارق مع إيمانه برسالته، وعزا المسلمون إليه خوارق كثيرة مجاراة للعنعنات الشائعة القائلة إنه لا نبوة بغير خوارق، وإليك قول مسيو كاز يميرسكي الوجيز:

انشق القمر بطلبه فرقتين على مشهد من الملأ، ووقفت الشمس بدعوته على الجبال والأرض حتى يؤدي على صلاة العصر بعد أن أفاق النبي من غفوته ورأسه على ركبتي علي الذي أخبره بأنه لم يؤدها حرصاً على راحته، وكان يظهر، وهو المعتدل القامة، أطول من كل شخص يسير بجانبه، وكان النور يسطع من وجهه، ويشع من بين أصابعه حين يضع يده على وجهه، وكانت الحجارة والأشجار والنباتات تسلم عليه وتنحني أمامه، وكانت الحيوانات، كالظباء والذئاب والضباب، تكلمه، وكانت الجديان تخاطبه وهي مشوية، وكان الجن يخافونه ويؤمنون برسالته لما له من السلطان المطلق عليهم، وكان

<<  <   >  >>