للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:

قال الأستاذ وازيلياف: «دخل الإسلام مملكة ابن السماء كما دخلتها البدهية (البوذية)، وسيقوم الإسلام، ومسلمو الصين لا يشكون في ذلك، مقام ديانة شاكيه مونى، وسيقوم الإسلام، ومسلمو الصين لا يَشُكُّون في ذلك، مقام ديانة شاكيه مونى، وهذه المسألة على جانب عظيم من الأهمية، فإذا وقع مثلُ هذا الحادث واعتنقت الصين، التي تضم ثلث البشر على الأقل، دين الإسلام تغيَّرت علاقات العالم القديم السياسية تَغَيُّراً عظيماً، وأمكن دين محمد، الذي يمتد، إذ ذاك، من جبل طارق إلى المحيط الهادي، أن يهدد النصرانية من جديد.»

لقد تم الكتاب، ولنلخصه في بضع كلمات فنقول: إن الأمم التي فاقت العرب تمدنًا قليلة إلى الغاية، وإننا لا نذكر أمةً، كالعرب، حققت من المبتكرات العظيمة في وقت قصير مثل ما حققوا، وإن العرب أقاموا دينًا من أقوى الأديان التي سادت العالم، أقاموا ديناً لا يزال تأثيره أشد حيويةً مما لأي دين آخر، وإنهم أنشأوا، من الناحية السياسية، دولةً من أعظم الدول التي عرفها التاريخ، وإنهم مدنوا أوربة ثقافة وأخلاقًا، فالعروق التي سَمَتْ سموَّ العرب وهبطت هبوطهم نادرةٌ، ولم يظهر، كالعرب، عرقٌ يصلح أن يكون مثالاً بارزاً لتأثير العوامل التي تُهيمن على قيام الدول وعظمتها وانحطاطها.

<<  <