شكل ١٠ - ١١: باب الغفران في قرطبة (طراز إسباني عربي، من صورة فوتوغرافية).
[(٢ - ٣) تأثير العرب في الطبائع]
لا نعود إلى ما فصلناه في فصل سابق عن تأثير العرب الخلقي في أوربة، وإنما نذكر أننا أثبتنا فيه الفرق العظيم بين سنيورات النصارى وأشياع النبي في ذلك الزمن، وأن النصارى تخلصوا من همجيتهم بفضل اتصالهم بالعرب، واقتباسهم منهم مبادئ فروسيتهم، وما تؤدي إليه هذه المبادئ من الالتزامات، كمراعاة النساء والشيوخ والأولاد واحترام العهود ... إلخ، ونذكر أننا بينا في فصلنا عن الحروب الصليبية أن أوربة النصرانية كانت دون الشرق الإسلامي أخلاقًا بمراحل، فإذا كان للديانات ما يسند إليها، وما نجادل فيه، من التأثير في الطبائع على العموم أمكنت المقابلة بين الإسلام والأديان الأخرى التي تَزعُم أنها أفضل منه على الخصوص.