للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث

الرياضيات وعلم الفلك

[(١) الرياضيات]

اتَّسَع البحث في الرياضيات، ولا سيما علمُ الجبر، عند العرب، وعُزِيَ إلى العرب اكتشاف علم الجبر، ولكن أصوله كانت معروفة منذ زمن طويل، ومع ذلك فقد حوَّل العرب علم الجبر تحويلاً تاماً، وإليهم يرجِع الفضل في تطبيقه على علم الهندسة.

وبلغ علم الجبر من الانتشار بين العرب ما ألَّف معه محمد بن موسى كتاباً مُوطَّئاً له بأمر المأمون في أوائل القرن التاسع من الميلاد، ومن ترجمة هذا الكتاب اقتبس الأوربيون معارفَهم الأولى لعلم الجبر، بعد زمنٍ طويل.

وأقتصرُ على ذكر أهم أعمال العرب الرياضية بإيجاز؛ لما في بيانها مفصلاً من الدخول في الدقائق الفنية، وأقول: إن العرب هم الذين أدخلوا المماس إلى علم المثلثات، وأقاموا الجيوب مقام الأوتار، وطبَّقوا علم الجبر على الهندسة، وحلُّوا المعادلات المكعَّبة، وتعمقوا في مباحث المخروطات، وحوَّلوا علم المثلثات الكُرِيّة بردهم حلَّ مثلثات الأضلاع إلى بضع نظرياتٍ أساسية تكون قاعدةً له.

ولإدخال المماس إلى علم المثلثات أهميةٌ عظيمة، واسمع ما قاله مسيو شال في كتابه: «خلاصة تاريخ أصول الهندسة»:

لم تُؤَثر تلك الثورة العلميةُ المباركة، التي أدت إلى طرح تلك الطرق المركبة الثقيلة في الجيب، وتمام الجيب، في علماء القرون الحديثة إلا بعد مرور خمسمائة سنة، وذلك بدعوة ريجيو مونتانوس، وإن جَهَل تلك الثورة كُوبِرْنِيك الذي ظهر بعد نحو قرن.

<<  <   >  >>