تُعد اللغة العربية من اللغات السامية، وتُشبه اللغة العبرية كثيراً، وتختلف في مخارجها عن أكثر اللغات الأوربية، فيجد الأجانب صعوبةً كبيرة في النطق بها.
ونجهل تاريخ نشوء اللغة العربية كما نعرفها الآن، ولكننا نعلم من الشعر العربي الذي قيل قبل ظهور مُحَمَّدٍ بقرنٍ واحد أن اللغة العربية كانت قد وَصَلت إلى درجة كمالها الحاضر.
حقاً، تشتمل اللغة العربية على لهجاتٍ كثيرة، ولكن كتَّاب المسلمين أجمعوا على أن لهجة قبيلة مُحَمَّد تمتاز بأنها أفصحُ لهجات العرب، وكان من تأثير القرآن أن جعل من اللهجة التي كُتِب بها لغة عامَّة.
واللغة العربية من أكثر اللغات انسجاماً، وهي، لا ريب، مختلفة اللهجات في سورية وجزيرة العرب ومصر والجزائر وغيرها، ولم يكن هذا الاختلاف في غير الأشكال، فترى المراكشي يفهم بسهولة لهجة المصريين أو لهجة سكان جزيرة العرب مثلا، مع أن سكان القرى الشمالية الفرنسية لا يفهمون كلمةً من لهجات سكان القرى الجنوبية في فرنسة، واسمع ما قاله الرحالة بُرْكُهارْد الذي يُعد حُجَّةً في هذا الموضوع:
تجد اختلافاً كبيراً، لا ريب، في لهجات اللغة العربية العامية أكثرَ مما في أية لغة أخرى على ما يحتمل، ولكنه لا يصعب عليك أن تفهمها جميعها إذا ما تعلَّمت إحداها، وذلك على الرغم من اتساع البلدان التي يتكلم أهلوها بها، وهي الواقعة بين مدينة مُغَادر (الصُّوَيرة) ومدينة مسقط، وقد يكون لاختلاف طبيعة البلدان تأثيرٌ في اختلاف تلك اللهجات التي هي عذْبةٌ في أودية مصر