المتعذر جمع متباين المباني تحت وصفٍ واحد، كما أنه يتعذر جمع المباني الرومانية والقوطية ومباني عصر النهضة التي أقُيمَت في فرنسة تحت اسم الطراز الفرنسي.
ولا تجد غير شَبَه بعيد بين الطراز البيزنطي العربي الذي تجلَّى في الأندلس في جامع قرطبة، والطراز العربي البيزنطي الذي تجلى في مصر في جامع عمرو بن العاص وجامع ابن طولون، كما أنك لا تجد غير شبهٍ بعيد بين الطراز العربي الذي تجلى في قصر الحمراء والطراز العربي الذي تجلى في جامع قايتباي، ولذا يجب أن نُقسم الطراز العربي تقسيماً أساسياً، وأن نستند في هذا التقسيم إلى اختلافه باختلاف البلدان على حسب الطريقة التي سِرنا عليها في مباحثنا في العروق، ولذا يمكننا أن نأتي بالتقسيم الآتي الذي يلائم معارفنا الحاضرة:
[(أ) الطراز العربي قبل ظهور محمد]
لا يزال هذا الطراز مجهولاً، خلا ما يُستَشف من بقايا مباني اليمن القديمة، ومن بقايا المباني التي أقيمت في المملكة العربية السورية القديمة كمملكة الغساسنة مثلًا.
[(ب) الطراز البيزنطي العربي]
الطراز البيزنطي العربي في سورية: أقيمت بنايات هذا الطراز، أو جُدد بناؤها، فيما بين القرن السابع والقرن الحادي عشر من الميلاد، ومنها: جامعُ عمر والمسجد الأقصى في القدس، والجامع الكبير في دمشق.
الطراز البيزنطي العربي في مصر: أقيمت بنايات هذا الطراز فيما بين القرن السابع والقرن العاشر من الميلاد، ومنها: جامع عمرو بن العاص، وجامع ابن طولون.
الطراز البيزنطي العربي في إفريقية: بني جامع القيروان الكبير ومساجد الجزائر على حسب النماذج القديمة، وبَقِي تأثير الفن البيزنطي ثابتاً في إفريقية، وظلت قباب إفريقية بيزنطية، على العموم، حتى الزمن الحاضر.
الطراز البيزنطي العربي في صقلية: كانت البنايات، التي أقامها العرب في صقلية قبل الفتح الروماني، على هذا الطراز، كقصر العزيزة وقصر القبة.
الطراز البيزنطي العربي في الأندلس: بُني على هذا الطراز جامع قرطبة والمباني العربية في طليطلة، وذلك قبل انقضاء القرن العاشر من الميلاد.