للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتخلصوا من الحضارة العربية، ولكنهم لم يصنعوا هذا إلا ليقعوا في الانحطاط العضال كما يأتي بيانه.

[(٣) خلفاء محمد الأولون]

لم يكن عمل محمد حين وفاته في سنة ٦٣٢ م في غير دور التكوين، وكانت ضروب الأخطار تنذر بزواله إلى الأبد، وكانت وحدة بلاد العرب السياسية التي تمت على يده نتيجة الوحدة الدينية التي أنشأها، وكان من الممكن أن تنقضي هذه الوحدة الدينية بانقضاء موجدها.

أجل، استطاع العرب أن يدينوا لرسول من الله، ولكن لم يدل شيء على وجوب نصب خليفة بعده، وهنالك قبائل كثيرة، ضحت بحريتها ونزعت ما فيها من حقد على أي سلطان إجابة لدعوة رسول الله، لم تر أن تخضع لحكم خلفاء لم يحدث عنهم حتى دعوا ممارسة مثل سلطانه.

شكل ٣ - ٩: قطعة أخرى من نقود صلاح الدين.

وكانت هنالك أخطار أخرى أعظم من تلك تهدد بخنق عمل محمد في مهده، فقد ظهر متهوسون كثيرون هزهم ما نال محمد من التوفيق، ورأوا أن يدعوا النبوة أيضاً فاستطاع أحدهم أي يجعل سكان نصف اليمن من أتباعه، ولولا قتل بعض المؤمنين إياه لخسر الإسلام أحسن ولاياته، واقتصر متهوس آخر على إضافة بعض السور إلى القرآن، وبلغ من النفوذ، لزمن معين، ما يقرب من نفوذ الخلفاء الأولين.

<<  <   >  >>