الفاتر والبارد عليه غير مرة، ثم يعود إلى تلك الردهة ويستلقي على ذلك المتكأ مشتملاً بالمناشف ويشرب النارجيلة والقهوة، ولا شيء ينعش الإنسان، بعد نصب النهار، مثل ذلك الاستحمام، فنتمنى أن يشتمل جميع مدن أوربة المهمة على مثل تلك الحمامات.
[(٤ - ٢) القهوات والتدخين وتعاطي الحشيش]
يتردد الناس هنالك كثيراً إلى القهوات، ولكن لا عهد لتلك القهوات بما في قهوات أوربة من وسائل الترف، وذلك أن متاع تلك القهوات يتألف من حصرٍ وأكواب ونارجيلات في الغالب، ومع ذلك تمتاز القهوة التي تُعْرَض فيها بحسن الصنع، والأوربي الذي يتعودها في الشرق لا يعود إلى نقيع القهوة في بلاده إلا على مَضَض.
شكل ٢ - ٨: موكب عرس في القاهرة (من صورة فوتوغرافية التقطها سباه).
وليس بمجهولٍ أن معرفة الشرقيين للقهوة أمر حديث، وأنهم لم يعرفوها أيام ازدهار حضارة العرب.
ومن العادة في الشرق أن يتناول المرء، في أثناء شرب القهوة، التبغ الأشقر العَطِرَ اللذيذ الذي لا يعرف الغرب غير نوعٍ مقَلَّد منه، وفي الشرق يستعملون ذلك التبغ على العموم في النارجيلات الطويلة الأنابيب وذات النماذج الكثيرة، فيمر الدخان من آنيتها