للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتتألف صحاري جزيرة العرب من سهول رملية واسعة، وفيها آبارٌ وواحاتٌ ذات نخيلٍ ومناجع.

وتجوب قبائل البدو الصحراء دائماً، ويأخذ عيشها بمجامع قلوب الأعراب، ويُفضَّلُه الأعراب على غيره مع نَفْرَة الأوروبيين منه، وليس حبُّ الأعراب لعيش البادية حديثاً، فهم حفدة العرب الذين قصَّت التوراة علينا من أنبائهم، والذين حافظوا على ما تقتضيه من أذواق وطبائع وعادات.

ومما تقدَّم ترى جزيرة العرب ذات أجواءٍ وتُربة مختلفة، فيوجب هذا اختلافاً في طُرق معايشها ونباتها وحيوانها وسكانها.

[(٢) إنتاج جزيرة العرب]

التمر والبُنُّ من أهم ما تنتجه جزيرة العرب، ويعتمد سكانها على التمر في طعامهم، وعلى البن في اغتنائهم، ويستفيد العرب منذ القديم مما يُصدرون من اللُّبان والسَّليخَة والسًّنا المكيَّ والأدهان.

ولاختلاف جو جزيرة العرب بُنيت فيها مثل نبات البلاد الحارة والبلاد المعتدلة، كالقطن وقصب السكر والجُمَّيْز والطَّلح والدَّردار والمرَّان ... إلخ.

ويندُر شجر الغاب في جزيرة العرب، والنخلُ أظهر ما فيها، وهو الذي يكون به لمناظر الشرق شكلٌ خاص.

وتصلُح الأماكن الخصبة من جزيرة العرب لمثل النبات الذي يزرع في أوربة، كالمشمش والخوخ والتين واللوز والعنب والقمح والذرة والشعير والدُّخن والفول والتبغ ... إلخ.

ومع أن الزراعة في حقول اليمن جيدةٌ، فإن العمل فيها شاق؛ لما تحتاج إليه من السقي الدائم بمياه المطر التي تُجمع في الآبار وبين الاسْداد.

وتعرف جزيرة العرب مثل ما نعرف من الحيوانات الأهلية؛ كالبغال والحمير والبقر والضأن والمعز ... الخ، ولا تجهل جزيرة العرب الكثير من الضواري كالأسد والنمر والفهد.

وليس الضواري أشدَّ ما يخاف سكانُ جزيرة العرب، ففيها الجرادُ الذي قد يأتي على الأخضر واليابس، وقد لا يخلو الجراد من فائدةٍ مع ذلك، فهو في الغالب، غذاء المسافرين في البادية، وطعامُ مطاياهم أسابيع كثيرة.

<<  <   >  >>