إلى طبقةٍ عاليةٍ كافيةٍ وبعض العظماء؛ ليكونوا هم والأمم الأوربية المتمدنة على قدم المساواة، ومن حظنا الحَسن أن كانوا عاطلين من مثل هؤلاء، وإلا لاستطاعوا بالإضافة إلى طبقاتهم الوسطى، أن يقوموا مقامنا، وأن يقبضوا على زمام الحضارة، ولذا فإنه إذا قُيِّض للاشتراكيين في الوقت الحاضر أن يحقِّقوا أحلامهم في إقامة مجتمع من ذوي الذكاء المتوسط، وفي القضاء التدريجي على الأفضليات؛ فإن سيادة العالم تنتقل من فورها إلى أبناء الشرق الأقصى.
[(٤) حال الإسلام الحاضرة]
ثقلت قرونٌ على أعفار العرب، ودخلت حضارتهم في ذِمَّة التاريخ منذ زمن طويل، ولا نقول، مع ذلك، إنهم ماتوا تمامًا، فنرى الآن ديانتهم ولغتهم اللتين أدخلوهما إلى العالم أكثرَ انتشاراً مما كانتا عليه في أنضر أدوارهم، والعربيةُ هي اللغةُ العامَّة من مراكش إلى الهند، ولا يزال الإسلام جادٍّا في تقدمه.
ويُقدِّر علماء الجغرافية عدد المسلمين في العالم بـ ١١٠ ملايين، ولكن هذا الرقم، الذي وُضع حين كنا نجهل انتشار الإسلام في الصين وإفريقية الوسطى، أقلُّ من