للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(٣ - ٤) التاريخ]

مؤرخو العرب كثيرون، وقد عَدَّ حاجِّي خليفة وحده في مكتبته الشرقية (كشف الظنون) ١٢٠٠ مؤرخٍ عربي، وكان يُعوِزُ مؤرخي العرب روحُ النقد على العموم، كما كان يُعَوِّز جميع مؤرخي القرون الوسطى، وكما يُعَوِّزُ الكثيرين ممن قلدهم من الكتَّاب المعاصرين، وقد قَلَّت «على العموم» لوجود مؤرخين قليلين بلغوا درجةً عالية من تلك الروح المسيطرة كابن خلدون.

ونذكر من قدماء مؤرخي العرب: الطبري الذي ألَّف، في أواخر القرن التاسع من الميلاد، تاريخاً عاماً عن الزمن الذي مر منذ بدء العالم إلى سنة ٩١٤ م، ونذكر من مؤرخي العرب المشهورين المسعوديَّ: الذي عاش في القرن العاشر من الميلاد فألَّف عدةَ كتب في التاريخ، ككتاب أخبار الزمان وكتاب مروج الذهب ... إلخ.

قال مسيو كاترمير عن المسعودي: «إذا ما نظر الإنسان إلى كُتُبه بُهِتَ من تنوع المواد التي كَتب فيها، ومن كثرة المسائل المهمة العويصة التي حلها، والحق أنه كان واسع الفضل في الزمن الذي نبغ فيه، لا لأنه قَرَأَ جميع الكتب الخاصة بالعرب وتأمل فيها فقط، بل لإحاطة مباحثه الواسعة بتاريخ اليونان والرومان وجميعِ أمم الشرق حديثِها وقديمها أيضاً وألَّف مؤرخو العرب كتباً كثيرة في التاريخ العام، ونذكر منهم أبا الفرج الذي توفيِّ سنة ١٢٨٦ م.

شكل ٢ - ٨: جزء من كتابة صندوق فارسي مرصع بالصدف (مجموعة شيفر، من صورة فوتوغرافية التقطه المؤلف).

<<  <   >  >>