للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(٢ - ١) منارة قطب]

يرجع أقدم ما انتهى إلينا من المباني العربية في الهند إلى أواخر القرن الثاني عشر من الميلاد، ونعد مسجد قطب -الذي أقيم في سنة ١١٩٠ م بالقرب من دهلي- ومنارة قطب من أهم تلك المباني.

ومنارة قطب، ذات الشرف الكثيرة المخرمة، برج طويل مخطط ذو نقوش عربية مخروط الشكل مشدود بنطق مزينة بالكتابة.

ولا نرى ما هو عربي في منارة قطب سوى زخارفها وأروقتها، وقد أقامها، أو أتم إنشاءها، قطب الدين، فأضيف اسمها إلى اسمه مع الاختصار، فعرفت في أوربة باسم منارة قطب.

ويدل شكل منارة قطب الخاص على أن مهندسيها من الهندوس، ويعدونها في الهند من العجائب، قال السيد أحمد خان، الذي عرف عنه مسيو غراسين دوتاسي مخطوطاً هندوسياً مهماً خاصاً بدهلي: «إن عظمة هذه المنارة وجمالها مما لا يمكن وصفه كما يجب، فهي مما لا نظير له على وجه الأرض»، ويرى ذلك المؤلف أن الملك الهندوسي بيثوره هو الذي بدأ بإنشائها في سنة ١١٤٣ م فأتمها قطب الدين.

ويشاهد بالقرب من منارة قطب الدين أنقاض معبد هندوسي قديم حول إلى مسجد، ويرجع تاريخ إنشائه إلى (سنة ٥٨٧ هـ/١١٩١ م).

[(٢ - ٢) باب علاء الدين]

يشتمل ذلك النطاق الذي يحوي مسجد قطب ومنارته على كثير من الآثار المهمة الأخرى كمعبد بيثوره، وأهم تلك الآثار الباب العظيم الشهير الذي أنشأه علاء الدين في سنة ١٣١٠ م، والذي يستوقف النظر بجماله الرائع من حيث تاريخ الفن عند المسلمين، والذي هو من أهم آثار الفن العربي التي انتهت إلينا، ولم أشاهد بين الأبواب ما يماثله سوى بعض أبواب الحمراء الداخلية مع ما بينها وبينه من التفاوت في الاتساع كالذي بين الفسطاط والكاتدرائية.

وإن القارئ الذي يتأمل صورة ذلك الباب الصادقة التي نشرناها في هذا الكتاب ليعجب من عبقرية المهندسين الذين استطاعوا أن يمزجوا مختلف الفنون، فأقاموا باب علاء الدين المبتكر المنسجم الذي تبدو أعمدة أطره هندوسية، وتبدو قناطره ومعظم

<<  <   >  >>