[(٣ - ٣) الحكايات والأمثال]
الحكايات والرموز والأمثال من أكثر مَا عُنِي به في الشرق، ومنها يتألف نوعٌ من الآداب التي تلائم النفس، وتُحفظ في الذاكرة بسهولة، مع أن الأفكار المجردة تُتْعِب وتُنْسَى سريعاً.
ويعد لقمان الأسطوري أشهر من جاء بالحكايات، وجعل محمدٌ من لقمان، في القرآن، مثالَ الحكمة، ويرى فريقٌ من العلماء أنه معاصر لداود، ويراه فريق ثانٍ معاصراً لإبراهيم، ويرى فريق ثالثٌ أن مؤلفَ الحكايات شخصٌ غير لقمان ظهر بعد محمد؛ ويدل ما بين حكايات لقمان وحكايات إيزوب من الشبه على أن ذلك اقتبس من هذا أو أن كليهما استقى من منبعٍ واحد على الأقل.
وأمثال العرب كثيرة إلى الغاية، ومن أمثال العرب اقتَبَسَت إسبانية وبقيةُ أوربة عدداً من الأمثال غيرَ قليل، ومن يُدَقِّق في حكمة سانكُو بانْسَا يَرَ قِسمها الكبير، الذي لاينضِب معينه من أصل إسلامي.
وإنني، تنويراً للقارئ، أنقلُ بعضَها الآتي من كتاب مسيو بياس:
• العيشُ تحت جَنَاح الذبابة خيرٌ من النوم في الجبَّانة.
• استَفِدْ من شَبَابِك فالعمر قصير.
• انسْ هُمُومَك في ليلتك ما دمتَ جاهلاً ما في غَدِك.
• عاشرْ حداداً تُضرَّج بالسِّناج، وعاشرْ عطَّاراً تَنَلْ شَذَا الأزهار ...
• خشبةٌ تُلهِب المحبة.
• مَن يتزوج امرأة من أجلِ جمالها يُخدع، ومَن يتزوجها من أجل مالها يَطمَعْ، ومن يَخْتَرْها من أجل رشادها يُمْتَعْ.
• إذا ما أحبكم النساء فتَحْنَ لكم الأسداد، وإذا ما كَرِهْنَكم أَقَمْنَ أمامكم سوراً من خيط العنكبوت كأنه من صُنع حَدَّاد.
• راحة بالٍ مع فَقْرٍ خيرٌ من هَمٍّ مع يُسْر.
• لا تدخل الذبابة فماً يستطيع السكوت.
• التدبيرُ نصفُ المعيشة، وقد يكون به كل المعيشة.
• لا تلد الفأرة إلا فأرة.
• الشجرة التي تُخرج الورد تُخرج الشوك.