شكل ٨ - ٦: باب يافا في القدس (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).
[(٣) نتائج الحروب الصليبية بين الغرب والشرق]
آراء المؤرخين في نتائج الحروب الصليبية متناقضة إلى الغاية، وقد أسهب أكثرهم في مدحها، وعدها بعضهم ذات نتائج سيئة.
وإذا نظرنا إلى هدف الحروب الصليبية القريب الذي هو فتح فلسطين رأيناها لم تسفر عن أية نتيجة مع ما خسرته أوربة في قرنين من المال والرجال، فقد بقي المسلمون سادة لتلك الأماكن التي أراد النصارى أن يستولوا عليها بأي ثمن كان.
ولكننا إذا نظرنا إلى النتائج البعيدة التي أسفرت عنها الحروب الصليبية تجلت لنا أهمية تلك النتائج التي كان بعضها نافعاً وبعضها ضاراً، وإن شال الميزان ورجحت كفة النافع منها، فقد كان اتصال الغرب بالشرق مدة قرنين من أقوى العوامل على نمو الحضارة في أوربة، وتكون الحروب الصليبية قد أدت بهذا إلى نتائج غير التي نشدتها،