للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أشهر معامل صنع الخزف: معملُ جزيرة ميورقة الذي يظهر أنه قديمٌ جداً؛ لافتتاح النصارى لها في سنة ١٢٣٠ م.

ولما تم إجلاء العرب عن إسبانية هَبَطت فيها صِناعة القاشاني وجميع الصناعات إلى الحضيض بسرعة. قال مسيو دو سوميرار: «إن درجة الإنتاج في إسبانية صفرٌ واليوم لا تصنع معاملها سوى الأواني المنزلية الغليظة.»

واكتُشِفَت قِطع من القاشاني في صِقلية، وافتُرض بسببها وجود مصانع إسلامية للقاشاني فيها سابقًا، غير أن نماذج تلك القطع التي وُجدت إذ كانت أقرَب إلى الفن الفارسي منها إلى الفن العربي صار من المحتمل أن تكون قد أدُخلت إلى صقلية بطريق التجارة فيما مضى، ويشتمل مُتحف كلوني على مجموعة نفيسة من القاشاني الذي يُفترض أنه صقليٌ عربيٌ.

وتشتمل المتاحف الأوربية على كثير من الأواني الخزفية التي صُنعت تقليدًا لأواني عرب الأندلس، ويَسْهُل تبين هذا التقليد بما فيها من قطع الكتابات العربية الممزوجة بالزخارف، وقد حَرَّف صانعو الخزف من الأجانب هذه الكتابات، التي اتخذوها أساسًا للزينة، حين اقتباسها.

ولا يزال يُرى في بلاد العرب وفي أهم مدن الشرق مصنوعاتٌ من الخزف الصيني المزيَّن بالكتابات العربية المذَهَّبة على أساس من اللون الأزرق أو الأبيض، ولا ريب في أن عمالًا من مسلمي الصين هم الذين يصنعونها، ووجب ألا يكون عددهم قليلًا بين الملايين العشرين المسلمين الذين تشتمل عليهم مملكة ابن السماء.

[(٤ - ٩) المنسوجات والبسط والزرابي]

لم يصل إلينا شيء من المنسوجات والبسط العربية التي صُنعت أيام ازدهار حضارة العرب، وأقدم ما هو موجود منها في الوقت الحاضر لا يَرجِع، مع نَدرته، إلى أبعد من القرن الثاني عشر من الميلاد.

ونعلم من تواريخ العرب أنه كان يوجد على بُسُطهم وقُطُفهم ومنسوجاتهم الحريرية، التي صُنعت في معامل قلمون وبهنسا ودمشق وغيرها من المدن، صورٌ للآدميين والحيوانات، وقد نشرنا في هذا الكتاب صورًا لنسائج عربية قديمة، أو صورًا لنسائج عربيةٍ صُنِعت على النماذج القديمة، وعاد الشرق لا يصنع منسوجاتٍ ذات صور للإنسان منذ زمن طويل.

<<  <   >  >>