ارتفاعه متر و ٣٠ سنتيمتراً من الألواح الرخامية الناصعة الكبيرة ذات النقوش البارزة من الفسيفساء على شكل الأزهار وأواني الأزهار، ومثل تلك الألواح مما يشاهد أيضاً في أسفل القباب التي تعلو مداخل تاج محل المزينة بالخطوط العربية المكتوبة بالرخام الأسود.
وتاج محل هو من المباني الإسلامية النادرة التي تفلتت من يد التخريب الإنكليزية المنظمة، والمصادفة هي التي أنقذت تاج محل من عدوان الإنكليز، فقد رأى الحاكم الإنكليزي لورد بنتنك أن تاج محل لا يدر شيئاً، فاقترح أن يهدم وتنزع فضته وتباع قطعه في الأسواق، ولولا ما لتاج محل، الذي هو من أعظم المباني التي شادها الإنسان، من الأهمية العالمية الكبرى التي تكفي وحدها لزيارة الهند لنكب العالم بهدمه، والحق أن الذوق الفني مما لا يلائم الطبائع التجارية التي قد يؤدي طغيها على العالم إلى دخوله في دور يستباح فيه تحطيم تمثال كتمثال أفروديت (فينوس دوميلو) لتصنع منه أجران وهواوين!
[(٢ - ٧) مسجد المعطي أو مسجد اللؤلؤ في أغرا]
ومن بين مباني أغرا المهمة أذكر أيضاً «مسجد المعطي» الذي أمر بإنشائه شاهجهان في سنة ١٦٨٥ م وفق طراز عهده، وهذا هو المسجد الذي صاح الأسقف إيبرت حين رآه قائلاً: إن الخزي ليعتريه وقتما يفكر في عجز أبناء دينه عن إقامة مثل بيت الله هذا.
[(٢ - ٨) المسجد الكبير في دهلي]
تشتمل مدينة دهلي على كثير من المباني التي أقيمت على الطراز الإسلامي في زمن المغول، والتي نعد بعضها باختصار، والمسجد الكبير الذي أقيم في سنة (١٠٦٠ هـ/ ١٦٥٠ م)، هو أول ما نذكر منها.
بني هذا المسجد الضخم على ذروة ساحة فسيحة يوصل إليها بدرجات عظيمة مؤدية إلى مدخل هائل أنشئ على الطراز الفارسي، وبني من حجارة رملية حمر، ويستر مقدمه رخام أبيض ورخام أسود متداخلان تداخلاً بديعاً، ولم يشذ عن طراز تلك المباني التي تمازج فيها الفن العربي والفن الفارسي والفن الهندي، وتجد في الصورة التي نشرناها ما يكفي للوقوف على شكله الخاص.