الفيزياء: ضاعت كتب العرب المهمة في الفيزياء، ولم يبقَ منها غير أسمائها ككتاب الحسن بن الهيثم في الرؤية المستقيمة والمنعكسة والمنعطفة، وفي المرايا المحرقة، ومع ذلك فإننا نستدل على أهمية كتب العرب في الفيزياء من العدد القليل الذي وصل إلينا منها، ولا سيما كتابُ الحسن في البَصَريات الذي نُقل إلى اللغة اللاتينية واللغة الإيطالية؛ فاستعان كيبلر به كثيراً في كتابه عن البَصَريات، ويرى القارئ في كتاب
الحسن فصولاً دقيقة عن حرارة المرايا ومحلِّ الصور الظاهر في المرايا، وانحراف الأشياء، وجسامتها الظاهرة ... إلخ، ويرى فيه، على الخصوص، حلاً هندسياً للمسألة الآتية التي تتعلق بمعادلة من الدرجة الرابعة، وهي: إذا عُلِمَ موضعُ نقطةٍ مضيئة ووَضْعُ العين، فكيف تَجِدُ على المرايا الكُرِيَّةِ والأسطوانية النقطة التي تتجمَّع فيها الأشعة بعد انعكاسها؟ فعدَّ مسيو شال، الذي هو حُجة في هذه الموضوعات، هذا الكتابَ
«مصدر معارفنا للبصريات.»
الميكانيكا: معارف العرب الميكانيكية العملية واسعةٌ جداً، ويُستدل على مهارتهم في الميكانيكا من بقايا آلاتهم التي انتهت إلينا، ومن وصفهم لها في مؤلفاتهم.